تستمر الأوضاع الاقتصادية بإلقاء ظلالها على واقع الحياة اليومية والمعيشية لأبناء مدينة حمص التي غابت عنها مظاهر شهر رمضان الذي اعتاد عليه الأهالي منذ عقود مضت.
محلات مغلقة.. وشوارع شبه خالية بسبب وحش الغلاء الذي وقف سداً منيعاً أمام رغبة أرباب الأسر بتلبية احتياجات أفراد عائلاتهم في الشهر الفضيل.
مراسل حلب اليوم قال إن وسط مدينة حمص الذي كان مقصداً للزائرين من أبناء المدينة وريفها على حد سواء، باتت شوارعه شبه خالية إلا من بعض ميسوري الحال، الذين تتربصهم أعين عناصر الدوريات الأمنية المنتشرة بين الأزقة وعلى مداخل الأحياء السكنية.
وأضاف مراسلنا بأن بسطات بيع التمر هندي والجلاب والعرقسوس، حضرت ولكن بصورة خجول بعدما أصبحت كلفة الحصول على المشروبات الرمضانية لوجبة الإفطار تزيد عن أجرة العامل العادي الذي يتعب طيلة النهار لتأمين لقمة العيش لأطفاله.
بسطات مبعثرة خجولة هنا وهناك.. وقلة بالحركة الشرائية وأعين المارة تكتفي بالنظر إلى تلك المشروبات دون التجرؤ على سؤال البائع عن ثمنها لادراكهم المسبق بعدم قدرتهم على حملها لبعث بعض الفرح على أوجه أطفالهم الصائمين.
وارتفعت أسعار المشروبات الرمضانية خلال أولى أيام الشهر الكريم إلى ٣٠٠٠ ليرة للتر الجلاب ومثلها للتر العرقسوس ومثلها لكيس التمر هندي، الأمر الذي يجعل من الاستحالة بمكان على أرباب الأسر شراءها في ظل صعوبة تأمين المواد الأساسية للمعيشة.
الحلويات بدورها غيبها الغلاء عن موائد الإفطار في مدينة حمص، بعدما تراوح سعر كيلو القطايف التي اعتاد أبناء مدينة حمص سابقاً على إعدادها بشهر رمضان لما يزيد عن ٧٥ ألف ليرة، وسعر كيلو الهريسة ارتفع إلى ما يقارب ٤٥ ألف ليرة وسعر كيلو. العوامات لنحو ٢٥ ألف ليرة سورية لتلحق هي الأخرى بقائمة الممنوعات والرفاهية التي من الصعب الحصول عليها بالنسبة لشريحة كبيرة من أبناء المدينة وريفها.
في ذات السياق ابتعد أبناء المدينة عن شراء اللحوم (البيضاء والحمراء) بعدما تخطى سعر كيلو الحم الضأن ٦٠ ألف ليرة سورية ما يعادل نصف راتب موظف حكومي، وسعر كيلو لحم العجل ٥٥ ألف ليرة، فيما حلق سعر كيلو الفروج إلى ما يزيد عن ٢٥ ألف ليرة للكيلو الواحد.