كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن إعاقة الرئيس “جو بايدن” لشن ضربات انتقامية ضد ميليشيات إيران في شمال شرق سوريا، ردّاً على قصفها لقواعد أمريكية، ما أدى لمقتل مقاول مدني أمريكي وإصابة ستة أمريكيين آخرين, يوم الجمعة الماضية.
وقالت الصحيفة إن “بايدن” منع “البنتاغون”، من تنفيذ ضربات واسعة حيث اقتصر الرد على شن مقاتلتين أمريكيتين من طراز F-15 E غارات جوية على مواقع للحرس الثوري الإيراني، وهو ما ردّت عليه الميليشيات بهجوم صاروخي وضربات بطائرات مسيرة، أدت إلى إصابة أميركي آخر.
وقارنت الصحيفة بين رد “بايدن” وبين رد “ترامب” في 2019 على مقتل مقاول مدني أمريكي في العراق جراء هجوم صاروخي شنته ميليشيات إيرانية؛ حيث أمر بقتل “قاسم سليماني” قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري.
وقال مسؤولون أمريكيون إن رد الرئيس “بايدن” كان أكثر تحفظاً حتى الآن، فيما ذكر “مسؤول أمريكي كبير” أن الطائرات الحربية الأمريكية كانت مستعدة لشن جولة ثانية من الضربات الانتقامية في وقت متأخر من يوم الجمعة، لكن البيت الأبيض طلب التوقف، بينما يسعى الرئيس للتهدئة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين أن “الجيش مستعد للرد على أي تهديدات جديدة للأفراد الأمريكيين”، مع “تجنُّب تصعيد الضربات ذهاباً وإياباً” لعدم الانزلاق إلى حرب أوسع مع إيران ووكلائها.
وبرّر المسؤولون موقف واشنطن ذلك بـ”التركيز على المهمة الأوسع المتمثلة في المساعدة على اجتثاث جيوب مقاتلي تنظيم الدولة في المنطقة”، حيث يشنون هجمات خاطفة مستمرة.
وبحسب الصحيفة فقد سعى بايدن إلى تهدئة المخاوف يوم الجمعة حول احتمال خروج الضربات المتبادلة عن نطاق السيطرة، لكنّه حذر طهران أيضاً من العواقب، وقال في “أوتاوا” حيث كان يقوم بزيارتها: “لا تخطئوا، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكننا على استعداد لأن نتصرف بقوة لحماية شعبنا، هذا بالضبط ما حدث الليلة الماضية”.
ويؤكد محللون عسكريون ومسؤولين سابقون بوزارة الدفاع أن الضربات الانتقامية “لن تردع إيران أو وكلائها”، وأن على واشنطن تصعيد ضرباتها، ويقول “مايكل مولروي”، المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في “البنتاغون”: إن “سياسة الرد النسبي الحالية لم تضع حداً لهذه الهجمات غير المبررة.. إذا كنت ستضرب، فاضرب بقوة”.
طائرة صغيرة تكشف عن فشل أمريكي
لفتت الصحيفة اﻷمريكية إلى أن طائرة بدون طيار انتحارية تمكنت من ضرب قاعدة للتحالف الدولي وقتل المقاول المدني الأمريكي وجرح آخرين، ما يعني أن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في القاعدة لم يكن يعمل بالشكل المطلوب، وفقاً لما قاله مسؤولان أمريكيان يوم الجمعة.
وتساءل المسؤولان حول ما إذا كان المهاجمون قد اكتشفوا ثغرة واستغلوها أم أن توقيت الهجوم كان بمحض الصدفة، فيما أكد “مسؤول أمريكي كبير”، أن الرادار الرئيسي لنظام الدفاع الصاروخي RLZ في القاعدة، “لم يعمل بسبب مشاكل في الصيانة”، بينما فشل رادار احتياطي في اكتشاف الطائرة.