دعت كلّ من الولايات المتحدة وروسيا تركيا إلى الامتناع عن تنفيذ الهجوم البري الذي هددت بشنه منذ أيام، ضد قوات “قسد” في الشمال السوري، والعودة إلى المسار السلمي، بحجة إمكانية حدوث تطورات خطيرة بالمنطقة.
وقالت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البريجادير جنرال “بات رايدر”، في بيان أمس الأربعاء، إن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في الآونة الأخيرة في شمال سوريا “هددت سلامة العسكريين الأمريكيين”، مضيفاً أن “الوضع المتصاعد يعرِض التقدم الذي أُحرز على مدى سنوات ضد تنظيم الدولة للخطر”، ومشيراً إلى احتفاظ قوات “قسد” بـ”أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم”.
وأكد في المقابل أن الولايات المتحدة تعترف “بمخاوف تركيا الأمنية المشروعة”، لكنه اعتبر أن “التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة تنظيم الدولة، وضمان سلامة وأمن العسكريين على الأرض الملتزمين بمهمة هزيمة التنظيم”.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أكد منذ يومين أن بلاده طلبت مراراً من الولايات المتحدة التوقف عن دعم قوات “قسد”، لكنها لم تستجب، مبيناً أن أنقرة ستتخذ ما يلزم “دون إذن من أحد”.
بدوره؛ قال المبعوث الروسي الخاص لسوريا “ألكسندر لافرنتيف”، في مؤتمر صحفي عقده بعد جولة جديدة من المحادثات مع وفدين من تركيا وإيران في كازاخستان أمس، إن بلاده طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سوريا.
واعتبر أن “مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف”، معرباً عن أمله في “أن يصل صدى المناقشات إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة”.
وأضاف المبعوث الروسي، في تصريح له اليوم: “هناك احتمال لعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سوريا على الرغم من أن أنقرة لم تقدم مثل هذه التأكيدات”.
وكان “لافرنتييف” قد انتقد الولايات المتحدة أمس، وقال إنها “تتبع نهجاً مدمراً في شمال شرق سوريا” وإن حل “القضية الكردية” سيكون عاملاً مهما في تحقيق استقرار الأوضاع في المنطقة، كما وصف عناصر وقياديي قوات “قسد” بأنهم “رهائن لدى الولايات المتحدة”، معتبراً أنه “لولا الوجود الأمريكي، لكان من الممكن حل القضية الكردية بسرعة كبيرة”.
وكانت روسيا وتركيا وإيران قد اتفقتا في بيان مشترك بعد محادثات “أستانا – 19” التي عقدت أمس على مقاومة “الخطط الانفصالية التي تهدف لتقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها وتهدد الأمن القومي للدول المجاورة بأمور مثل الهجمات العابرة للحدود واختراقها”.