أكدت صحيفة تركية توقيف السلطات لثلاثة من “كبار العسكريين” في حادثة تعذيب قرب بلدة “الريحانية” في جنوب ولاية “أنطاكيا” المتاخمة للشمال الغربي من سوريا.
وكانت قوات “الجندرما” التركية قد أوقفت منذ نحو عشرة أيام ثمانية شبان سوريين حاولوا دخول البلاد من الجدار الفاصل بين بلدتي “الريحانية” التركية و”حارم” السورية، وقاموا بتعذيبهم بشكل فظيع وضربهم بأدوات حادة مسببين لهم كسوراً ورضوضاً، فضلاً عن مقتل اثنين منهم تحت التعذيب.
وذكرت صحيفة Haksöz في تقرير نشرته على موقعها أمس السبت، أن السلطات التركية أوقفت ملازمين وملازماً أول على خلفية التحقيق في حادثة الاعتداء وتعذيب سوريين حاولوا الدخول إلى تركيا.
وأوضحت أن مكتب المدعي العام في “الريحانية” يشرف على التحقيق بشأن هذه الحادثة، حيث يوجد 16 متهماً في القضية؛ ثلاثة منهم تحت إشراف قضائي، و 10 منهم “قيد النظر”، باﻹضافة للضباط الثلاثة المحتجزين.
وذكرت الصحيفة أن التحقيق الذي فتحه المدعي العام يجري بتهمة “قتل أشخاص”، وهو مبني على إفادات جنود شهدوا الحادثة.
وقال أحد الجنود المناوبين في نقطة حدودية تابعة للجندرما إنه سمع بنفسه أصوات سوريين تم وضعهم في السيارة ونقلهم إلى مركز حدودي، مؤكداً أنهم تعرضوا للضرب في الطريق.
وشدّدت الصحيفة على ضرورة محاسبة المتورطين في الجريمة، مطالبة بتنفيذ أشد العقوبات بحقهم، لمنع تكرار الحادثة، كما حثّت على محاربة الخطاب العنصري الذي يغذّي حوادث الاعتداء المشابهة.
وكان مقتل شاب سوري على أيدي القوات الحدودية التركية، في الحادي عشر من الشهر الجاري، قد أثار صدمةً في الشمال السوري، فيما طالب ناشطون وعدّة جهات معارضة السلطات التركية بفتح تحقيق بالحادثة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لشبان يتحدثون في إحدى مشافي الشمال السوري عن تعرضهم لضرب مبرح وإهانات من قبل “الجندرما” التركية، وهو ما نتج عنه وفاة أحدهم، وإصابات بليغة وجروح وكسور لمن بقي على قيد الحياة منهم.
وبعد احتجازهم لساعات سلّمت القوات التركية 6 شبان وجثماناً إلى إدارة معبر “باب الهوى” الحدودي شمال إدلب، صباح اليوم التالي في الثاني عشر من الشهر الجاري، وتم نقلهم إلى المشفى لتقديم العلاج لهم، حيث تبيّن وجود ثقب في رأس الشاب المتوفى، وآثار ضرب بأدوات صلبة.
وبقي شاب آخر مفقوداً لعدة أيام، قبل أن يتسلّمه ذووه جثّةً هامدةً وعليها آثار ضرب مبرح يوم الخميس الماضي.
وذكر أحد المصابين في مقطع فيديو، أن عناصر “الجندرما” سكبوا على جروحه المازوت أثناء تعذيبه، كما أجبروه على شربه، مشيراً إلى معاملة فظيعة.
وطالبت إدارة معبر “باب الهوى” الحكومة التركية بفتح تحقيق فوري في القضية، للوقوف على ملابسات الحادث، “خاصة أن الأمر تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة”، كما دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، السلطات التركية، لفتح تحقيق ومحاسبة المتورطين.