نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية التركية، تأكيده تأجيل اجتماع نواب وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران وسلطة اﻷسد، الذي كان مقرراً قبل نهاية هذا الأسبوع، وسط غموض يلف المشهد.
وجاء ذلك بعد تصريح “بشار اﻷسد” لوسائل إعلام روسية، أثناء زيارته لموسكو، بأن لقاءه بالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، مشروط بسحب قوات بلاده من الشمال السوري، ووقف ما أسماه “دعم اﻹرهاب”.
وكانت صحيفة “صباح” التركية قد ذكرت أنّ الاجتماع الرباعي سيعقد اليوم الخميس، في موسكو، وأنّ نائب وزير الخارجية التركي “بوراك أكجابار” وصل إلى العاصمة الروسية أمس للمشاركة في اللقاء، حيث سيطرح على الطاولة مسألة “زيادة التعاون في مكافحة الإرهاب ومواصلة محادثات اللجنة الدستورية”.
وقال المصدر التركي لرويترز، اليوم، إن الاجتماع “أرجئ لموعد لم يتحدد بعد”، وذلك “ﻷسباب فنية”، دون إضافة أية تفاصيل.
وقال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو“، الأسبوع الماضي، إن نواب وزراء الخارجية سيجتمعون قبل محادثات مقررة بين وزراء الخارجية في وقت لاحق، فيما أعلنت وكالة الأناضول التركية يوم الإثنين الماضي أن اجتماع موسكو كان سيعقد يومي 15 و16 مارس/ آذار الجاري.
ولم يستبعد “جاويش أوغلو” في تصريح سابق له في شهر يناير/ كانون الثاني أن يلتقي مع وزير خارجية سلطة اﻷسد “فيصل المقداد” في فبراير/ شباط الفائت لبحث العلاقات بين الجانبين في إطار جهود التطبيع.
واستقبل الوزير التركي نظيره الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” في أنقرة، يوم اﻷربعاء قبل الماضي، حيث وصل اﻷخير للعاصمة التركية قادماً من دمشق، بعد أن وافقت تركيا وروسيا على انضمام طهران لمسار المحادثات.
وقال “الكرملن” إن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ناقش مع اﻷسد ملف “العلاقات السورية – التركية”، بينما قال اﻷخير إنه سيرحب “بأي مقترحات من روسيا لإقامة قواعد عسكرية جديدة أو زيادة عدد قواتها في سوريا”، مضيفاً أن الاحتلال العسكري الروسي “لا يجب أن يكون مؤقتاً”.
وحول ملف تطبيع العلاقات مع تركيا، اعتبر اﻷسد أن “اللقاء مع أردوغان مرتبط بخروج تركيا من الأراضي السورية والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا”.
وكانت صحيفة “الوطن” التابعة لسلطة اﻷسد قد ادعت يوم اﻹثنين الماضي، نقلاً عن “مصدر خاص” أن الاجتماع سيتم تأجيله على اﻷرجح، حتى تتعهد تركيا بسحب قواتها وفق جدول زمني محدّد، فيما قال نائب وزير خارجية اﻷسد “أيمن سوسان” إنهم ما زالو يبحثون إمكانية المشاركة ولم يتخذوا قراراً نهائياً بعد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر من سلطة اﻷسد، في تقرير نشرته الشهر الماضي، ترجيحه عدم تحقيق تقدّم في مسار التطبيع قبل إنهاء الانتخابات التركية، من أجل تجنّب تقديم ما اعتبره خدمة سياسية لأردوغان خلال الاستحقاق الرئاسي.