ازدادت أزمة حليب الأطفال في مناطق سيطرة النظام، عقب الزلزال الذي وقع في السادس من الشهر الجاري، فيما تعاني الصيدليات أصلاً منذ نحو عام من قلة وارتفاع أسعار عدة أصناف في الصيدليات وفي مقدمتها الحليب.
وذكرت عدةّ مصادر محلية في دمشق أن الصيدليات والمخازن عانت من نقص كبير في تلك المادة، وهو ما برّرته نقابة الصيادلة بارتفاع الطلب عليها من قبل الجمعيات الخيرية وتوزيعها في المناطق المكنوبة.
وقال رئيس فرع النقابة في دمشق “حسن ديروان”: إنّ مخزون الصيدليات من حليب الأطفال انخفض للنصف، في ظل الزلزال الكارثي الذي تعرضت له بعض المناطق في المحافظات المجاورة”.
ومنذ بداية العام الماضي 2022 تفاقمت أزمة الدواء بشكل كبير في كافة المناطق الخاضعة لسيطرة نظام اﻷسد، حيث ارتفعت أسعارها، وفُقدت أصناف أساسية من الصيدليات.
وكان موقع “صوت العاصمة” قد أكد في تقرير سابق أنّ شركة “ميرا” التي يملك “أبو علي خضر” أحد رجال الأعمال المقربين من “ماهر الأسد” حصة كبيرة منها؛ حصلت على وكالة حصرية لاستيراد حليب الأطفال NutriBaby ذات المنشأ البولندي، والتي تمتلك عدة فروع حول العالم على رأسها منطقة الخليج العربي.
ورجّحت المصادر أن أزمة حليب الأطفال التي شهدتها السوق المحلية خلال تلك الفترة مرتبطة بشكل مباشر بوكالة استيراد الحليب التي حصلت عليها “ميرا” مؤخراً، عبر ضغط متنفذين مقربين من “خضر” على وكلاء استيراد حليب الأطفال بالمعاملات الجمركية.
كما تحدّث عن ضغوطات تعرضت لها مستودعات الأدوية لتخفيض كميات التوزيع على الصيدليات، حيث أخفوا الأصناف المهربة من السوق ليتاح المجال لشركة “ميرا” بنشر الصنف المستورد من قبلهم.
وأكد الموقع أن تداعيات أزمة حليب الأطفال التي “افتعلها أبو علي خضر على السوق السورية استمرت حتى اليوم”، حيث أدت إلى انخفاض الكميات من بقية الأصناف في الصيدليات والمخازن وارتفاع أسعارها بنحو الضعف.
وبالعودة إلى مانقله موقع “أثر برس” الموالي للنظام عن “ديروان” فقد تحدّث عن “زيادة توزيع كميات حليب الأطفال في المناطق المنكوبة على حساب حصة دمشق، لتتم تغطية حاجة المحافظات المتضررة وتأمين مادة الحليب لكل من يحتاج إليها من الأطفال”.
واعتبر رئيس فرع نقابة الصيادلة في العاصمة أنّ الأزمة الحالية “مؤقتة” لعدم وجود فائض من حليب الأطفال أكثر من حجم الاستهلاك، مشيراً إلى أنّ النقابة “لن تعطي مخصصات منطقة ما وتحرم أخرى”.
وأوضح أنّ الصيدليات المركزية التابعة للنقابة لجأت إلى توفير المادة بوساطة دفتر العائلة، أي أن كل من لديه طفل رضيع بإمكانه الحصول على علبة حليب كل أربع أو خمسة أيام.
وادعى “ديروان” أن مادة حليب الأطفال ستتوفر بالصيدليات مع بداية الشهر المقبل، وأن “الأزمة ستشهد انفراجات” من خلال توفير نوعيات “نان، كيكوز، نيترو بيبي، بيوميد”، ملقياً باللوم على “العقوبات الغربية”.
يُشار إلى أنّ العقوبات اﻷوروبية واﻷمريكية بما فيها قانون “قيصر” استثنت قطاعاتٍ منها الأدوية وحليب اﻷطفال.