أكدت الكويت أنها لن تغير موقفها الرافض لتطبيع العلاقات مع نظام اﻷسد، بالرغم من الكارثة التي ضربت سوريا، وإقدام عدد من الدول العربية وغيرها على دعمه، بدعوى إغاثة المنكوبين.
وكانت اﻷيام الماضية قد شهدت تضامناً من عدة دول عربية مع النظام تحت شعار المساعدات اﻹنسانية، وذلك على الرغم من تأكيد التقارير المتقاطعة استيلاءه على معظم القوافل ووضعه حواجز أمام وصولها للمنكوبين، فيما يقع 80% من الضحايا خارج مناطق سيطرته في شمال غربي البلاد.
وقال الشيخ “سالم عبد الله الجابر الصباح” وزير الخارجية الكويتي، لوكالة “رويترز” يوم أمس السبت، إن بلاده ليست لديها خطط لتحذو حذو الدول العربية الأخرى في إعادة التواصل مع “بشار الأسد” على الرغم من الزلزال الذي ألحق دماراً كبيراً بالبلاد.
وأرسلت المملكة العربية السعودية ثلاث طائرات شحن محملة بالمساعدات، حيث هبطت في مطار حلب الدولي، للمرة اﻷولى منذ عام 2011، بينما تجاوز عدد طائرات اﻹغاثة اﻹمارتية حاجز الـ100 لكل من تركيا وسوريا؛ معظمها حطّ في مطار “أضنة”، ولم توضح “أبو ظبي” عدد طائراتها المرسلة إلى حلب.
وأعلنت اﻷردن عزمها تكثيف قوافل وطائرات الإغاثة إلى تركيا وسوريا؛ فيما أكد مسؤول أمس السبت، تسيير 7 شاحنات محملة بالمواد الإغاثية إلى نظام اﻷسد، وتعمل عمان على تجهيز قافلتين بريتين بعدد 14 شاحنة إلى النظام بالإضافة إلى طائرة مساعدات إغاثية إلى تركيا، سيتم تسييرها غداً الإثنين.
وفي سياق آخر أكد الوزير الكويتي أن بلاده ستعقد مع العراق جولة من المحادثات القانونية والفنية اليوم، في إطار سعيهما لإنهاء خلاف حدودي بحري، مشيراً إلى أن حله سيحفز التنمية الاقتصادية بين البلدين.
وأضاف على هامش مشاركته في مؤتمر “ميونيخ” للأمن أن “الأمر يمثل أولوية قصوى بالنسبة للكويت، ونحن نعمل مع العراق لوضع اللمسات الأخيرة على ترسيم تلك الحدود البحرية”، معرباً عن أمله في إنجازها.
وقال “الجابر الصباح” إن فرقهم القانونية والفنية ستجتمع اليوم سعياً لاتفاق من شأنه أن “يفتح الباب لتعاون أوثق يتضمن بناء الموانئ وإدارة حقول النفط الحدودية والتسهيل العام للتجارة والنقل بين البلدين وغيرها من المجالات”.
كما أجرى وزير الخارجية الكويتي محادثات مع رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” في “ميونيخ” يوم الجمعة.
يشار إلى أن الأمم المتحدة رسّمت في عام 1993 الحدود البرية بين البلدين بعد غزو العراق للكويت، لكن عملية الترسيم لم تشمل طول حدودهما البحرية، وظلّ الأمر عالقاً بين البلدين حتى اليوم.