أكد تقرير إعلامي حول اﻷوضاع العامة في سوريا، أن عام 2022 الماضي، شهد أقل عدد من ضحايا الحرب منذ 2011، مع مأساة صعبة على السوريين واللاجئين.
وذكرت صحيفة La Repubblica أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة الحرب العام الماضي كان 3825 على الأقل، حيث “من المؤسف” أن يتم اعتبار ذلك “أخباراً سارة”، فهو يمثل أقل معدل من الضحايا حتى اليوم، إذ تمّ تسجيل مقتل 11000 شخصاً في عام 2014 على سبيل المثال.
وفيما تفسر بعض الدول الانخفاض في عدد الضحايا على أنه عامل إيجابي لتحقيق السلام، لكن “الواقع على الأرض مختلف تماماً”، وفقاً للتقرير.
وقد تراجعت شدة القتال تدريجياً خلال العامين الماضيين، خاصة في مناطق الشمال، ولكن في عام 2022 وحده تسببت الألغام الأرضية المنتشرة في جميع أنحاء سوريا في مقتل أكثر من 200 شخص، نصفهم من القصّر، كما أن عدد الجرحى بسبب مخلفات الحرب غير المنفجرة التي تُركت على الأرض لا يُحصى، وعدد الأطفال الذين قتلوا نتيجة الحرب في سوريا عام 2022 بلغ 321 طفلاً.
ويعاني السوريون اليوم بشكل رهيب، فيما لا تزال البلاد في قبضة الفوضى، في ظروف غير آمنة، كما أن “عمليات الخطف والتعذيب والاعتقال والعقاب الجماعي والعقوبات الدولية و “قنبلة الفقر” مميتة مثل الأسلحة”، حيث يعيش 85٪ من السوريين في فقر مدقع في ظل نظام الأسد.
وما يزال الوضع في سوريا ومناطق سيطرة نظام الأسد لا يسمح بعودة ملايين اللاجئين، حيث لم تتم إعادة بناء الكثير من البنية التحتية المدمرة بعد، والاقتصاد ينهار منذ عقد من الزمان حتى اليوم، والبرد يخترق المنازل بدون كهرباء.
وهناك أيضاً – وفقاً للصحيفة – حالة من تفكك الأسر، وسط ارتفاع الأسعار الباهظ لضروريات العيش الأساسية، بينما الليرة السورية في سقوط حر.
اﻹمارات تتزعم الخليج في جهود إعادة اﻹعمار
تحاول دول الخليج العربي ترسيخ نفسها كلاعب رئيسي في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب، و”هناك أيضاً تركيز على الاستفادة على الأقل من بعض الاستثمارات الأجنبية”، بينما يبدو نظام الأسد عازماً على استعادة دور مهم في الشرق الأوسط وإعادة إقامة علاقات دبلوماسية جيدة مع دول المنطقة، بحسب التقرير.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً للدول العربية الأخرى بشأن “الحاجة إلى إعادة تأهيل نظام الأسد من خلال إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية لأول مرة اعتباراً من عام 2018″.
و”اتبعت تسعة من أعضاء جامعة الدول العربية البالغ عددها 22 خطوات الإمارات” مستغلةً “تركيز إدارة “بايدن” الآن بشكل شبه حصري على الاستقرار في إسرائيل والاتفاق النووي الإيراني”.
ولكن “يبدو السلام في سوريا مستحيلًا”، وفقاً لما نقله التقرير عن خبراء بالشؤون الدولية، حيث أن “الأمل والصمود اللذين يشهدهما المدنيون السوريون بالرغم من الظروف هو علامة على إنسانية عظيمة ما زالت قائمة بالرغم من المعاناة”.
يشار إلى أن آخر تقديرات اﻷمم المتحدة أكدت أن أكثر من 12 مليون سوري يعانون انعدام اﻷمن الغذائي، وأن 60% منهم لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.