أكدت اﻷمم المتحدة على تجاوز اﻷوضاع في سوريا خلال هذا العام، لكافة الخطوط القياسية السابقة، من ناحية تفاقم الاحتياجات ومعدلات الفقر، فيما يعقد مجلس اﻷمن جلسات خاصة لبحث الملف السوري والإغاثة اﻷممية.
وتجري حالياً مناقشات بين اﻷعضاء حول ملف المساعدات اﻹنسانية “عبر خطوط اﻹمداد”، وضرورة الحفاظ على تمديد عمل معبر “باب الهوى” الحدودي شمال إدلب، حيث تتوعّد موسكو باستخدام “الفيتو” ﻹغلاقه.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، “مارتن غرفيث”، خلال إحاطته التي قدّمها أمس اﻷربعاء، إن سوريا في العام الحالي لم تشهد أرقاماً مشابهة على مستوى الاحتياجات الإنسانية منذ عام 2011، مؤكداً أن التدهور الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه حالياً هو الأسوأ على اﻹطلاق.
وأعرب “غريفث” عن مخاوفه من أن يحمل عام 2032 المزيد من الأزمات للسوريين، مع تفاقم المشاكل الميدانية، وتعمّق اﻷزمة الاقتصادية للبلاد.
من جانبه قال المبعوث الأممي لسوريا، “غير بيدرسون”، خلال إحاطته، إن أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام وصلت إلى حدّها اﻷقصى، مؤكداً أن السوريين يواجهون أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة أيضاً خارج مناطق سيطرة النظام.
وكان “بيدرسون” قد زار دمشق ومناطق سيطرة النظام، واطّلع على اﻷوضاع فيها، مطلع الشهر الحالي، وذلك بعد زيارات قام بها مسؤولون أمميون آخرون.
كما شدّد على ضرورة “إنشاء مؤسسة للكشف عن مصير المفقودين” في سوريا، وقال إنه يأمل في أن يكون عام 2023، هو عام انطلاق لعمل تلك المؤسسة التي يدعو إليها منذ سنوات.
وقال “بيدرسون” إنه تحدث خلال زيارته لدمشق مع وزير خارجية النظام “فيصل المقداد”، حول ضرورة إجراء جلسة جديدة من محادثات اللجنة الدستورية، قبل أن يلتقي برئيس “هيئة التفاوض السورية” عن وفد المعارضة “بدر جاموس”، في جنيف.
تحذيرات من إغلاق المعبر اﻹنساني
من المقرر أن يجري تصويت في مجلس الأمن على تمديد آلية المساعدات عبر الحدود، في موعد لم يُحدّد بعد، وسط دعوات من معظم الدول اﻷعضاء لضرورة استمرار تدفق اﻹغاثة اﻹنسانية.
وأكد “غرفيث” أن عدم تمديد القرار “سيقطع شريان الحياة عن ملايين السوريين في شمال غربي سوريا”، حيث لا يوجد بديل عنها في الوقت الحالي.
وقال المندوب الروسي لدى مجلس اﻷمن إن آلية المساعدات عبر الحدود “مبهمة”، مدعياً أن دعوة الدول اﻷعضاء لتمديدها هي “تسييس” لملف المساعدات اﻹنسانية، مشيراً إلى إصرار موسكو على إغلاق المعبر.
من جانبه دعا ممثل النظام في المجلس ﻹغلاق “باب الهوى” اﻹنساني، مدعياً أنه “انتهاك لسيادة سوريا”، وأنه “كان حلًا مؤقتاً خلال السنوات الماضية”، تم استخدامه في ظروف استثنائية.
يشار إلى تبادل الاتهامات خلال الجلسة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا بتعطيل مسار اللجنة الدستورية والحل السياسي بسوريا.