سلّطت “الشبكة السورية لحقوق اﻹنسان” في تقرير نشرته اليوم الاثنين، الضوء على مخلفات الذخائر العنقودية في سوريا، مؤكدةً أنها بمثابة تهديد مفتوح لحياة الأجيال القادمة في البلاد.
وأشار التقرير إلى مقتل 1435 مواطن سوري بينهم 518 طفلاً بالذخائر العنقودية ومخلفاتها، والتي استخدمتها قوات نظام اﻷسد وميليشياته إلى جانب الميليشيات اﻹيرانية، وقوات روسيا في سوريا، منذ عام 2011 وحتى اليوم.
وقدَّم التقرير خرائط لبعض المحافظات السورية، تُظهر بشكلٍ تقريبي مساحات يرجح أنها ملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية كي يتم تجنبها من قبل السكان المحليين، موضحاً أنَّها تعبّر عن الحد الأدنى من الانتشار.
وأشار إلى وجود تحديات عديدة واجهت فريق العمل في أثناء إعداد الخرائط، و”جميعها تؤثر بشكل أو بآخر على المساحات التي تمكنت الشبكة من تحديدها”، فيما تعكس الخرائط المساحات التي شهدت كثافة أكبر في حصيلة الهجمات، وحصيلة الضحايا الذين قتلوا نتيجةً لها.
وسجلت الشبكة مقتل 1053 مدنياً بينهم 394 طفلاً و219 سيدة إثر هجمات بذخائر عنقودية في سوريا، منذ أول استخدام موثق لهذا السلاح في تموز/ 2012 حتى كانون الثاني/ 2023.
ومن بين الضحايا يوجد 6 أشخاص من الكوادر الطبية، و1 من الكوادر الإعلامية، و3 من كوادر الدفاع المدني، ووفقاً للتقرير فقد تسببت هجمات نظام اﻷسد في مقتل 835 مدنياً بينهم 337 طفلاً و191 سيدة، و5 من الكوادر الطبية، و2 من كوادر الدفاع المدني.
وقتلت هجمات الذخائر العنقودية التي نفذتها القوات الروسية 218 مدنياً بينهم 57 طفلاً و28 سيدة، و1 من الكوادر الطبية، و1 من الكوادر الإعلامية، و1 من كوادر الدفاع المدني.
وعرض التقرير المؤشر التراكمي لحصيلة الضحايا، ورسوماً بيانية لتوزع الضحايا بحسب السنوات وبحسب المحافظات السورية، وأظهر تحليل البيانات أنَّ عام 2016 قد شهد مقتل قرابة 42 % من حصيلة الضحايا، كما أنَّ قرابة 63 % من حصيلة الضحايا في عام 2016 كانت على يد قوات نظام اﻷسد، وسجل حتى كانون الثاني 2023 مقتل ما لا يقل عن 382 مدنياً بينهم 124 طفلاً و31 سيدة إثر انفجار ذخائر فرعية تعود إلى هجمات سابقة بذخائر عنقودية شنتها قوات “الحلف السوري – الروسي”.
وأكدَّت الشبكة أن استخدام قوات نظام اﻷسد والقوات الروسية لذخائر عنقودية يُعتبر انتهاكاً لكلٍّ من مبدأي التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ويُعتبر بمثابة جريمة حرب.
وخرقت القوات الروسية “بشكل لا يقبل التَّشكيك قراري مجلس الأمن 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية”، كما “خرقت عدداً واسعاً من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وانتهكت عبر جريمة القتل العمد المادتين السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي؛ ما يُشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف التقرير أن روسيا تورَّطت في دعم نظام اﻷسد الذي ارتكب جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب بحق الشعب السوري، عبر الدفاع عنه سياسياً، وفي مختلف المحافل الدولية، وعبر تزويده بالسلاح والخبرات العسكرية، وتجلى ذلك بشكل صارخ في التدخل العسكري المباشر إلى جانبه، مؤكداً أنَّ دعم نظام متورط في جرائم ضدَّ الإنسانية يُشكِّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ويجعل النظام الروسي عرضةً للمحاسبة.
وأوصى التقرير مجلس الأمن بإصدار قرار خاص بحظر استخدام الذخائر العنقودية في سوريا على غرار حظر استخدام الأسلحة الكيميائية ويتضمَّن نقاطاً لكيفية نزع مخلفات تلك الأسلحة الخطيرة.
وكانت منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية قد أكدت في تقرير لها يوم الجمعة تورط نظام اﻷسد في استخدام الغارات السامة ضد المدنيين في دوما.