أصدرت حكومة النظام قراراً قبل أيام، يقضي بإغلاق “التكية السليمانية” التي تُعتبر أحد أبرز معالم العاصمة دمشق، المرتبطة بالتراث الإسلامي، حيث لاقى القرار غضباً واسعاً من قبل السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وترتبط “التكية السليمانية” في دمشق بالتراث الإسلامي عموماً والتراث العثماني خصوصاً، حيث تحمل قيمة معنوية لدى السوريين بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم.
وفي 20 من الشهر الجاري، أغلقت حكومة النظام “التكية السليمانية” بهدف الترميم، حيث تم نقل سوق المهن إلى مشروع دمر، وفق تضارب بالآراء والمواقف من هذا القرار.
ونشر محامي في دمشق عبر حسابه على موقع “فيسبوك” وقال: “ما الذي يجري في هذا المعلم التاريخي، هل سيكون مصيره كمصير جامع يلبغا أو كمصير معالم أخرى اختفت عن الوجود، ليعلم الجميع القاصي والداني أن التكية السليمانية ليست ملكاً لأحد بل هي ملك لـ 25 مليون سوري بكل طوائفهم واتجاههم هي ملك للإنسانية، هم أصحاب القرار بمصيره”.
وقالت صحفية في قناة “الميادين” الموالية لنظام الأسد في منشور على حسابها في موقع “فيسبوك”: “يُقال إن إخلاء التكية من الحرفيين وإغلاقه هو للترميم.. ونحن نعلم يقيناً أن الخروج منه لن يتبعها العودة”.
بدوره، صرح وزير السياحة في حكومة النظام لوسائل إعلام موالية، أن ما يجري في “التكية” هو عبارة عما وصفه بـ “مشروع وطني يُعتبر الأكبر من نوعه”، مضيفاً أنه قد تستغرق أعمال الترميم في “التكية” أكثر من سنتين وربما أربع سنوات.
باحث سياسي: الإغلاق مرتبط بإيران وروسيا
وفي السياق، أوضح باحث سياسي – فضل عدم الكشف عن اسمه – في تصريح لـ “حلب اليوم”، أن القرار يُنظر له بمسارين، الأول هو التنازلات التي يُقدمها نظام الأسد مؤخراً إلى إيران لمساعدته.
وأضاف الباحث السياسي أنه نُشر مؤخراً تسجيلات مصورة للطقوس الدينية في قلب دمشق، معتبراً أن ذلك رسالة إيران للدول اللاعبة في سوريا تؤكد من خلالها نفوذها في البلاد.
وأشار إلى أن “التكية” قد تكون جزء من الاتفاقات التي جرت في الآونة الأخيرة بين النظام وإيران التي تسعى لتثبيت نفوذها السياسي الديني في سوريا عموماً ودمشق وحلب خصوصاً.
أمام المسار الثاني – حسب الباحث – هو وضع يد روسيا على “التكية” بعد أن تنازل النظام عن مبنى محطة الحجاز التاريخي في وسط دمشق، وما يدعم هذا الطرح هو أن الجهة المسؤولة عن الترميم هي “الجمعية السورية للتنمية” التي تُديرها زوجة رئيس النظام “أسماء الأخرس”.
ولفت الباحث إلى أنه بكلا المسارين فإن النظام يسعى جاهداً لطمس كل ما هو تراث شامي أو إسلامي، مبيناً أن قصف قلعة حلب بالمدفعية الثقيلة أكبر دليل على ذلك.
ويعود تاريخ بناء “التكية” في مدينة دمشق إلى العام 1553، حيث أمر السلطان “سليمان القانوني” ببنائها في مكان كان معروفاً بـ “قصر الأبلق” الذي هدمه “تيمورلنك” عند دخول التتار إلى المدينة.