أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقريرٍ له، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 2.1 مليون طفل في سوريا يُعانون من التسرب التعليمي، كاشفاً عن أعداد المدارس والمنشآت التعليمية المدمرة جراء هجمات نظام الأسد وروسيا في شمال غربي البلاد.
وبحسب التقرير الذي جاء بمناسبة “اليوم الدولي للتعليم”، فإن من بين الـ 2.1 طفل، يُعاني أكثر من 318 ألف طفل في شمال غربي سوريا و78 ألفاً داخل المخيمات من التسرب التعليمي.
وأوضح التقرير أن أبرز العوامل التي أدت إلى تسرّب الأطفال تعود إلى “عمالة الأطفال نتيجة ارتفاع الكلفة المعيشية وعدم قدرة الأهالي على تأمين مستلزمات الطفل التعليمية، إضافة إلى حالات الزواج المبكر، وبعد المنشآت التعليمية عن مناطق السكن وغيرها من الأسباب”.
واعتبر أن “خصخصة التعليم” بزيادة قدرها 18% كان لها أثر كبير على نسب التسرب وحرمان آلاف الطلاب من التعليم.
تدمير مئات المدارس
وأشار التقرير إلى أن هجمات النظام وروسيا أسفرت عن دمار مئات المدارس في شمال غربي سوريا وإخراجها عن الخدمة بشكل كلي.
وذكر أن “أكثر من 800 مدرسة دُمّرت بفعل هجمات النظام منذ عام 2011، بينهم 170 منشأة تعليمية في شمال غربي سوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة”.
ولفت إلى أن أكثر من 95 مدرسة في شمال غربي سوريا تعاني من “الاستخدام الخارج عن العملية التعليمية وإشغالها في مهمات غير مخصصة لها”.
ووفقاً للتقرير، فإن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا التي تضم أكثر من 1.8 مليون نازح، يوجد أكثر من 67% من تلك المخيمات (988 مخيم) لا تحوي على نقاط تعليمية أو مدارس.
معلمون فقدوا حياتهم
كما بيّن “منسقو الاستجابة” أن أكثر من 50 معلماً فقدوا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة حياتهم نتيجة الهجمات العسكرية من قبل الجهات المختلفة، فضلاً عن هجرة مئات المعلمين، وتحول جزء آخر إلى أعمال أخرى نتيجة انقطاع دعم العملية التعليمية.
وقال الفريق في تقريره، إن أكثر من 35% من المدارس تُعاني من انقطاع الدعم، فيما بلغت نسبة الاستجابة لقطاع التعليم 31% فقط خلال العام الماضي 2022.
وحول التعليم الجامعي، نوه التقرير إلى معاناة آلاف الطلاب الجامعيين من مستقبل مجهول نتيجة المشكلات الكثيرة التي يعاني منها التعليم العالي، أبرزها حالة عدم الاعتراف بالشهادات الجامعية وعدم دخول معظم الجامعات الموجودة حالياً داخل التصنيف الدولي للجامعات.
وفي ختام التقرير، طالب الفريق المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالعمل على إعادة بناء قطاع التعليم في شمال غربي سوريا، والمساهمة في بناء المجتمعات المحلية لتحقيق أهدافها.