استهدفت مسيرة تركية موقعاً لقوات “قسد” في شمال شرقي سوريا، بعد فترة من الهدوء النسبي، وسط غموض في ملف المحادثات مع نظام الأسد، فيما أطلق اﻷخير تصريحاتٍ سلبية ضد جهود التطبيع.
وشنّ الطيران المسير التركي غارة جوية على موقع لقوات “قسد”، صباح اليوم اﻷحد، بالقرب من طريق m4 شمال الرقة، وفقاً لما أورده موقع “الخابور” المحلي، فيما لم ترد أنباء عن الخسائر.
كما شهدت أجواء بلدة “تل تمر” بريف الحسكة الشمالي، في شمال شرقي سوريا، تحليقاً لطيران الاستطلاع التركي، وفقاً لمصادر محلية بالمنطقة.
ويأتي ذلك فيما أعلن الجيش الوطني السوري عن صد محاولة تسلل لقوات “قسد” على محور “كباشين” بريف عفرين شمال حلب، فجر اليوم.
وكانت الطائرات التركية المسيرة قد خفّفت نشاطها في اﻷجواء بشكل لافت، منذ مطلع العام الجاري، حيث لم تُسجّل سوى غارة واحدة على نقطة عسكرية تتبع إلى قوات “قسد” في قرية “الخالدية” بريف عين عيسى شمالي الرقة، في السابع من الشهر الجاري، وذلك وسط جهود لتكثيف المحادثات مع نظام اﻷسد.
وأعلن “إبراهيم قالن” مستشار الرئيس التركي والناطق باسمه، في مؤتمر صحفي مساء أمس بالعاصمة أنقرة، أن تنفيذ عملية عسكرية برية في سوريا ما زال احتمالاً قائماً، بينما “تواصل تركيا دعم المسار الذي بدأ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي” حين التقى وزير الدفاع التركي مع نظيره في نظام اﻷسد بموسكو.
وأضاف أن “شن عملية برية يبقى ممكناً في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات”، كما تحدث عن احتمال عقد لقاء جديد بين وزيري الدفاع يسبق اللقاء المرتقب في منتصف فبراير/شباط المقبل بين وزيري خارجية الجانبين، وفقاً لما نقلته قناة “الجزيرة“.
وأشار “قالن” إلى أن بلاده “تريد الأمن على حدودها”، و”لا نستهدف أبداً الدولة السورية ولا المدنيين السوريين”، لكنه أكد أيضاً أن الضمانات الأمنية التي وعدت بها روسيا والولايات المتحدة بعد العملية التركية الأخيرة في سوريا عام 2019 “لم يتم الالتزام بها”، وأن قوات “قسد” لم تنسحب مسافة 30 كيلومتراً من الحدود.
وكان وزير خارجية النظام “فيصل المقداد” قد طالب بعد لقائه نظيره الإيراني في دمشق، أمس، بسحب القوات التركية من سوريا كشرط لنجاح المحادثات بين الجانبين، مضيفاً أنه “لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال”.
وأكد المقداد على ما قاله “بشار الأسد”، يوم الخميس، حول أن اللقاءات مع الجانب التركي برعاية روسيا “يجب أن تكون مبنية على إنهاء الاحتلال حتى تكون مثمرة”، وهو ما لم تعلّق عليه أنقرة حتى اليوم.
من جانبه أشار موقع “المونيتور” الأمريكي، إلى “مجموعة من العقبات”، تواجه المصالحة بين أنقرة ونظام اﻷسد، حيث يحتاج الجانبان إلى تعديل مواقفهما من أجل “تجنب الاصطدام” خلال محاولة تطبيع العلاقات بينهما والتي تسير في “طريق وعر”، بالنظر إلى “عناد الأسد، والأسلوب الحسابي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وأشار الموقع إلى إمكانية منع الإدارة الأمريكية، لجهود المصالحة، بينما يستعد وزير خارجية تركيا “مولود جاويش أوغلو” لزيارة واشنطن، الأسبوع المقبل، قبل لقائه المرتقب مع نظيره في نظام اﻷسد.
وكان وزير الخارجية اﻹيراني “أمير عبد اللهيان” قد أعلن أمس عن سعادة طهران بمسار المحادثات التركية مع نظام اﻷسد، معتبراً أنه “سيصب في صالح الجانبين”.