يعيش عمّال المياومة في هذه الأيام حالة اقتصادية لم يسبق لها مثيل بمحافظة درعا، دفعت الكثير منهم إلى التوقف عن العمل بسبب تدني الأجور مقارنةً مع ارتفاع الأسعار المستمر، وفقاً لما أفاد به مراسل “حلب اليوم”.
وقال “زكريا العمري”، أحد العمال في “سوبر ماركت” بمدينة درعا لـ”حلب اليوم”، إنه اضطر إلى التوقف عن العمل مع بداية الأسبوع الجاري، بسبب عدم زيادة الأجرة مع بداية السنة الجديدة بحسب اتفاق مسبق مع صاحب السوبر ماركت.
وأضاف “العمري”: لدي ثلاثة أطفال وأجري اليومي لا يتجاوز الـ15 الف ليرة سورية، وهي غير كافية لشراء وجبة الإفطار ليوم واحد فقط”، حيث وصل سعر صحن البيض إلى 22 ألف ليرة، وعلبة المرتديلا إلى 6000 ليرة، وكيلو اللبنة إلى 12 ألف ليرة.
وأشار “العمري” إلى أن مصروف ثلاثة أطفال يومياً لشراء الحلوى في المدرسة لا يقل عن ألف ليرة للواحد، بالرغم من أنها لا تفعل شيئاً مع هذه الأسعار من الممكن أن يشتري كيس شبس واحد فقط.
وفضل “العمري” التوقف عن العمل والبحث عن عمل أفضل، يستطيع من خلاله الحصول على أجر يومي يتناسب مع ارتفاع الأسعار، مؤكداً أن العائلة اليوم تحتاج إلى مصروف لايقل عن 50 ألف ليرة سورية، دون التطلع إلى شراء اللحوم والفواكة.
واعتبرت “سماح الراضي”، إحدى العاملات في محل لبيع الملابس النسائية، من خلال حديثها لـ”حلب اليوم”، بأن الراتب اليوم الذي تتقاضاه يشعرها بالعبودية أحياناً.
وأكدت “الراضي” أنها تتقاضى 6500 ليرة سورية يومياً، ما يقارب 200 ألف شهرياً مقابل عمل 8 ساعات يومياً في محل لبيع الملابس، ومعاملة أصحاب المحل قاسية جداً، حيث يمنع للعاملات الجلوس خلال فترة العمل إلا في حالات قليلة كالطعام والصلاة.
وأوضحت “الراضي” أنها مجبرة على العمل بهدف مساعدة نفسها في الدراسة الجامعية سنة ثالثة “أدب إنكليزي” في جامعة درعا، في الوقت الذي لايستطيع والدها الموظف على تأمين حاجياتها الدراسية والشخصية ما دفعها للعمل.
وبينت “الراضي” أنها لا ترى أي مشكلة في العمل كما يقال “الشغل مو عيب”، لكن من المؤسف أن يكون لديك اطلاع على الأرباح الخيالية التي يجنيها أصحاب المحال من خلال بيع الملابس، في المقابل لا يدفعون أجور للعاملين تتناسب مع أرباحهم.
وأردفت “الراضي” قائلة: منذ أيام قليلة حصل مشاكل في الكهرباء داخل المحل، فاتصل أصحاب المحل بأحد العاملين في مجال صيانة الكهرباء وكشف الأعطال وعمل على صيانتها خلال ثلاث ساعات فقط، وتقاضى أجر أكبر من أجري بشهر كامل”.