طالب الدفاع المدني السوري المجتمعَ الدولي بإيجاد “حل جذري للمأساة السورية”، مشيراً إلى المعاناة الصعبة للنازحين وقاطني المخيمات، جراء سقوط اﻷمطار الغزيرة، والبرد القارس في فصل الشتاء، حيث استجاب الفريق مؤخراً لـ16 حالة خلال يومين فقط.
وكانت العاصفة المطرية والهوائية التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، قد سبّبت أضراراً ملموسةً في المخيمات، التي يعاني قاطنوها في الصيف والشتاء.
وقال فريق “الخوذ البيضاء” في بيان نشره على موقعه الرسمي، أمس الثلاثاء، إنه يجب على الدول المعنية “عدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين إلى منازلهم، والبدء بحل سياسي وفق القرار 2254”.
وأشار إلى أن المطر “ضاعف المعاناة بسبب البنية الهشة لأرضيات الخيام وضعف مقاومة الخيام بطبيعتها القماشية وخاصة في المخيمات العشوائية، وسط تردي الأوضاع المعيشية وفقدان المهجرين لمقومات الحياة الأساسية”.
وأوضح أن “مأساة التهجير تتفاقم، بينما تتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا مع اقتراب دخول الأزمة الإنسانية عامها الثاني عشر واستمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي ومصادر عيش السوريين وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير”.
واستجابت فرق “الخوذ البيضاء” منذ منتصف ليلة الأحد 25 كانون الأول وحتى صباح الثلاثاء 27 كانون الأول لأكثر من 16 مخيماً في شمال غربي سوريا تضرر بعضها بسبب الأمطار الغزيرة، وكان منها 12 مخيماً في ريف حلب الشمالي، و4 مخيمات في ريف إدلب تضررت على إثرها نحو 35 خيمة بشكل جزئي بتسرب المياه إلى داخلها.
وبحسب البيان فقد تضررت 3 عوائل في مخيم الرسالة بقرية “شمارين” بريف حلب الشمالي نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى 6 خيام ضمن المخيم، وقامت فرق “الخوذ البيضاء” بتصريف مياه الأمطار من محيط عدد من المخيمات في ريف حلب الشمالي وتفقدت مخيمات أخرى في المنطقة دون أن تسجل وقوع إصابات أو أضرار.
وفي مخيمات متفرقة بريف “عفرين” شمال حلب، تضررت 3 خيام بشكل جزئي نتيجة الهطولات المطرية، حيث انهارت جدران خيمتين، في مخيم “الأمل” بقرية “كفر صفرة”، واقتلعت الرياح الشديدة خيمة مدرسة مخيم “الأمل” في بالبلدة نفسها، واقتلعت الرياح شجرة وسقطت على خيمة في مخيم “الزيادية” بمحيط “عفرين” دون أضرار بشرية.
وفي قرية “بلليكو” بناحية “راجو” في ريف “عفرين”، سجل الدفاع المدني هطولاً ثلجياً خفيفاً للمرة الأولى خلال هذا الشتاء، ورفع من جاهزيته للاستجابة على الفور للاستجابة لأي طارئ، بينما اقتصرت الأضرار في مخيمات ريف حلب الشرقي على 4 خيام تأثرت بالعاصفة الهوائية في مخيم عشوائي بمنطقة “الشويحة”، كما تسربت مياه الأمطار بنسب قليلة، إلى مخيمات أخرى في المنطقة.
وعملت فرق “الخوذ البيضاء” على سحب مياه الأمطار من داخل منزل في مدينة “الباب” بالإضافة لإزالة أحجار آيلة للسقوط من جدار منزل في المدينة، وزادت العاصفة الهوائية من مخاطر سقوطها على المدنيين.
كما استجابت الفرق لـ 4 مخيمات تضررت فيها 21 خيمة بشكل جزئي بريف إدلب، حيث تسربت مياه الأمطار إلى داخلها، وعملت على ردم الحفر التي تتجمع فيها مياه الأمطار قرب المخيمات وفتح ممرات لتصريف المياه وإنشاء سواتر ترابية لمنع مياه الأمطار من الوصول إلى داخل الخيام.
وانهارت 3 جدران جراء الأمطار في منازل متصدعة وأبنية قديمة، اثنان منها في مدينة “بنش” شرقي إدلب، وجدار بناء قديم في قرية “مصيبين” جنوبي إدلب، استجابت فرق الدفاع المدني لها، وعملت على ترحيل الركام الناتج عن الانهيار وتأمين تلك الأماكن.
وفتحت فرق الدفاع طريقاً أغلقته مياه الأمطار المتجمعة، في بلدة “معراتا” بجبل الزاوية بالإضافة لتصريف المياه المتجمعة في مدرسة “عبدو سلامة” في قرية سرمين في ريف إدلب الشرقي.
يشار إلى دراسة أصدرها الدفاع المدني السوري خلال هذا العام لاحتياجات المخيمات، أظهرت أن نحو 929 مخيماً ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، تعاني من أوضاع بالغة السوء.