سلّمت ميليشيا “حزب الله” شخصاً إلى الجيش اللبناني، للاشتباه بتورطه في مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين من الجيش الإيرلندي، لدى استهداف آلية تابعة إلى قوات “اليونيفيل” الأممية، على الحدود الجنوبية للبنان.
وكان “حزب الله” قد قدّم تعازيه إلى قوات “اليونيفيل” في مقتل الجندي، نافياً مسؤوليته عن “الحادثة غير المقصودة”، وداعياً لعدم تحميله المسؤولية.
ونقلت “وكالة الأنباء الفرنسية” عن “مسؤول أمني” أمس الأحد، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية حددت هوية المشتبه بهم في إطلاق النار الذي وقع في 14 كانون الأول/ديسمبر في قرية “العاقبية”، جنوبي البلاد.
وأشار إلى أن أكثر من شخص شاركوا في إطلاق النار، بحيث طالت سبع طلقات الآلية وأصابت إحداها الجندي القتيل في رأسه من الخلف، وقد تمّ تحديد “المشتبه به الرئيسي” في الهجوم.
إقرأ أيضاً: بيدرسون يدعو إلى وقف شامل ﻹطلاق النار ويحذّر من انهيار اقتصادي لنظام اﻷسد
ورجّح المصدر أن يكون الرجل هو من عناصر “حزب الله”، لكونه “القوة السياسية البارزة التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة” في تلك المنطقة، و”لذلك تمكن الحزب من توقيفه وتسليمه”، مشيراً إلى أن ذلك “جاء في سياق تعاون حزب الله مع التحقيق الذي تجريه مخابرات الجيش”.
وقال المسؤول الأمني “الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالحديث في الموضوع”: إن “مُطلق النار الأساسي على دورية قوات “اليونيفيل” بات موقوفاً لدى الأجهزة الأمنية، بعدما سلمه حزب الله” للجيش خلال الساعات الماضية.
خلافات قديمة بين أنصار حزب الله و”اليونيفيل”
يعارض مناصرو “حزب الله” في المنطقة وجود القوة متعددة الجنسيات التابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان، والتي تنتشر على الحدود بتفويض من اﻷمم المتحدة منذ عام 2006، حيث تُسجل بين الحين والآخر مناوشات بينهم وبين دوريات تابعة إلى قوات “اليونيفيل” في منطقة عملياتها.
وبحسب تقرير الوكالة فإن تلك المناوشات “نادراً ما تتفاقم، وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية”، فيما طلبت منها قوات “اليونيفيل” الإسراع في إتمام التحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة الأخيرة.
وكان “مصدر قضائي لبناني” قد قال للوكالة قبل أيام، إن الدورية كانت مراقبة مسبقاً، وتمت مطاردتها “من قبل سيارة كان يستقلها مسلحون، وتعرضت لمضايقات واعتراض في نقطتين قبل وصولها إلى موقع الحادث”.
وأكد المسؤول الأمني أن “المشتبه به الأساسي بات بتصرف التحقيق”، حيث أن “التحقيقات الأولية اقتربت من نهايتها، وقد تُفضي إلى توقيف آخرين”.
وكان الجيش الإيرلندي قد قال في بيان إن سيارتين مدرعتين على متنهما ثمانية أفراد، تعرضتا “لنيران من أسلحة خفيفة” أثناء توجههما إلى “بيروت”، في الرابع عشر من الشهر الجاري، فيما أحجمت القوة اﻷممية عن توضيح تفاصيل الحادثة.