أجرى عدد من أهالي ووجهاء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي اجتماعاً موسعاً، أمس الأحد، داخل مسجد “المصطفى” في الحي الشمالي للمدينة، بغية التوصل إلى توافق مبدأي يقضي بإنشاء جسم عسكري خارج إطار منظومة الأفرع الأمنية وقوات النظام في المنطقة.
وأوضحت مصادر لمراسل “حلب اليوم”، أن الهدف من تشكيل الجسم العسكري، هو إنهاء حالة الفلتان الأمني الذي تشهده المدينة منذ أواخر شهر تشرين الثاني الماضي.
ولفتت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها – لأسباب تتعلق بالسلامة – إلى أن الاشتباكات المتكررة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، والتي أسفرت عن مقتل عدد من تجار الحبوب المخدرة و”الحشيش”، بالإضافة لإصابة عدد آخر من المدنيين، دفعتهم للتفكير بشكل جدي للعمل على تشكيل كيان عسكري مُتفق عليه من جميع شرائح المجتمع المدني.
ويهدف الإعلان المرتقب عن تشكيل الجسم العسكري، لإنهاء حالة الفلتان الأمني داخل المدينة، التي باتت مصدر رعب للمدنيين الذين لا علاقة لهم بالخلافات الحاصلة بين عصابات “المخدرات” من أبناء تلبيسة ومُموليهم التابعين لميليشيا “حزب الله اللبناني”، على رأسهم المدعو، “جعفر جعفر” الذي ينحدر من قرية الحازمية.
وقال مراسلنا، إن وجهاء وأهالي مدينة تلبيسة الذين حضروا الاجتماع داخل مسجد “المصطفى” اتفقوا على عدّة نقاط رئيسية، أبرزها أن يتم اختيار شخص من كل عائلة يُعتبر المسؤول أمامهم في حال حصول أي تجاوزات، أو ثبت تورط أحد أفراد عائلته أمام اللجنة.
كما أنه يتم معاقبة أي شخص ممن يتجرأ على دماء الأهالي بالعقوبة المباشرة في حال ثبت تورطه بها، والاتفاق على العمل على استدراج وتسليم أي تاجر أو مروج “للمخدرات” و”الحشيش” ضمن أوساط المجتمع المدني وتسليمه للجهات الأمنية المختصة، تبعاً لمراسلنا.
وأوضح مراسلنا أن الخطوة التي اتبعها أهالي ووجهاء مدينة تلبيسة أتت عقب إجرائهم زيارة إلى رؤساء الأفرع الأمنية في محافظة حمص، والذين رفضوا التدخل لإنهاء حالة الفلتان الأمني في المدينة، منهم العميد “محمد سليمان قنا”، ورئيس فرع أمن الدولة العميد “مدين ندّة”.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن رؤساء الأفرع الأمنية طلبوا من الوجهاء حل مشاكلهم داخل المدينة بعيداً عن مؤسسات النظام، تحسباً لأي ردة فعل من الأهالي (في حال تدخلهم) ينتهي بها المطاف بقطع أوتوستراد حمص – حماة وعودة الاحتجاجات المسلحة للمنطقة.
وفي السياق، أكد مصدر محلي ضلوع رؤساء المفارز الأمنية المتواجدين ضمن مدينة تلبيسة بعمليات الإتجار وبيع “المخدرات” بين الأهالي من خلال التستر على أماكن تواجد التجار مقابل حصولهم على النسبة الأكبر من عملية البيع، والتي تجري في المنطقة، حيث باتت تُباع بشكل علني.
وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة تلبيسة شمالي حمص اشتباكات مسلحة بين عصابة المدعو، “محمد خليل الدريعي، مع مسلحين أخرين من “آل الأسود”، قُتل على إثرها خمسة أشخاص كان آخرهم المدعو “عبد الغني الغجري”، وفقاً لمراسلنا.