تعرّضت مجموعة من النساء واﻷطفال من عائلة واحدة قادمة من العاصمة دمشق، للاختطاف والسلب تحت تهديد السلاح في محافظة حمص وسط البلاد، أمس الاثنين، في حادثة تكرّر وقوعها على مدى السنوات اﻷخيرة بالمنطقة.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية في حكومة النظام، أن المجموعة التي اختطفت بالقرب من جسر “شين” في حمص، مكونة من 10 أطفال و5 نساء، فيما ذكرت إحدى قريبات العائلة أن من بين اﻷطفال رضيعاً عمره 6 أشهر فقط.
وقطع “مجهولون” مسلّحون على متن سيارة “جيب” سوداء الطريق على “ميكروباص” واقتياد كافة ركابه إلى مكان مجهول، قبل عصر أمس، أثناء توجههم من دمشق إلى قلعة الحصن، وفقاً للمصدر نفسه.
وتحدّث بيان الداخلية عن “إرسال دوريات معززة من فرع الأمن الجنائي بحمص وشرطة ناحيتي خربة التين والحديدة إلى المكان” مدعياً أنه و “من خلال التحري والبحث وبالتعاون مع الأهالي تم التوصل إلى المخـطوفين وإطلاق سراحهم” لكنّ الفاعلين ما يزالون طلقاء بعد سـلب الركاب.
وبحسب المخطوفين، فإن المسلحين أخذوا مبلغ 3 ملايين ليرة سورية ومصاغ ذهبي كان بحوزتهم، قبل أن يتركوهم في المكان الذي “عثرت” الشرطة عليهم فيه.
وتعاني المحافظة بشكلٍ خاص من انتشار اﻷسلحة وعصابات الخطف، منذ سنوات عدّة، وفقاً لوسائل إعلام موالية نقلت نداءات اﻷهالي لـ”الجهات المختصة” لوضع حدّ لتلك العمليات، في المنطقة التي تعتبر من أبرز معاقل الميليشيات الموالية لنظام اﻷسد.
وفي شهر حزيران الماضي، كشفت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عن تعرض امرأة لخطف وتعذيب واغتصاب من قبل قيادي برفقة عنصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” أثناء توجهها إلى مكان عملها قرب تلبسية في ريف حمص الشمالي، كما وقعت قبل ذلك بشهر حالتي اختطاف لطفلين في المدينة نفسها.
وكانت حمص شهدت حادثة مشابهة في نيسان الماضي، حيث تمّ احتجاز “ميكروباص” على متنه 15 شخصاً من ريف دمشق كانوا في طريق عودتهم من مدينة طرطوس على الساحل السوري، وطلب الخاطفون من ذويهم دفع فدية مالية ولم ترد أنباء جديدة بعد ذلك حول القضية.
وتمّ الكشف عن عصابة تعمل في خطف الأطفال بالتعاون مع عصابة أخرى تعمل في تجارة الأعضاء البشرية، في آذار/ مارس الماضي، بعد القبض على امرأة متعاونة معهم.
وفي شهر شباط الماضي، تمّ اختطاف شخص من محافظة الحسكة، و 3 نساء كانوا برفقته في سيارة أجرة بعد خروجهم من محطة الباصات في مدينة حمص متوجّهين نحو دمشق، وطلب الخاطفون فدية 15 ألف دولار، ولم تُنشر تفاصيل عن تطورات الحادثة حتى اليوم.
وفي الشهر نفسه اختُطفت مجموعة من 4 أشخاص بينهم 3 فتيات في حي “جوبر” بمدينة حمص، أثناء توجّههم من ريف الحسكة إلى لبنان، وتمّ اﻹفراج عنهم بعد تدخّل “الكنيسة” ودفع فدية قدرها 45 ألف دولار أمريكي.
كما وقعت حادثة خطف بحق طفل لا يتجاوز 10 أعوام في وضح النهار، العام الماضي بحمص، حيث أكد مراسل “حلب اليوم” حينها أنَ الخاطفين تواصلوا مع ذويّ الطفل الذي يَنحدرُ من عائلة (ملهم الرئيس) المعروف لدى أبناء البلد باعتباره أحد المُتنفذينَ بالقرار، ومن المُقربين في الوقتِ ذاته مِنَ السُلطاتِ الأمنية في حمص، وطَالب الخاطفون بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي مقابل إعادته سالماً.
وكانت امرأة من مدينة “القرداحة” مسقط رأس “بشار اﻷسد” تدعى “سارة علو” كشفت في شهر أيار الماضي، من خلال منشور على “فيس بوك” أن ميليشيا يقودها “شجاع العلي” في ريف حمص الغربي تحتجز عدداً كبيراً من المدنيين لابتزاز ذويهم والاتّجار بأعضائهم، مكوَّنة من نحو 400 عنصر ينحدرون من قرية بلقسة بريف حمص، مؤكدةً أن سبب عدم التحرك ضدهم يعود إلى أنهم مرتبطون بضباط من النظام.