تحاول ميليشيا “حزب الله” ونظام اﻷسد إغراق محافظة السويداء والجنوب السوري، بالمواد المخدرة، حيث تنشر المعامل ضمنها ومصانع “الكبتاغون”، لتتحوّل إلى مصدر وليس فقط منطقة عبور.
وينشط في المنطقة متعاونون مع “حزب الله”، باﻹضافة للميليشيات المرتبطة بالأفرع الأمنية التابعة للنظام، تحت إشراف “ماهر اﻷسد”، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الشرق اﻷوسط“.
ولفت التقرير إلى تراجع أعداد الحوادث والاشتباكات التي تعلن عنها المملكة الأردنية على حدودها الشمالية مع سوريا، بحيث إنه تم الإعلان في وقت سابق من العام الماضي، عن إحباط 361 عملية تهريب لحبوب “الكبتاغون”؛ أي بمعدل عملية واحدة في اليوم.
وشهد هذا العام تراجعاً كبيراً في أعداد المحاولات، فمنذ 24 يونيو/ حزيران الماضي، أُعلن عن أربعة حالات تسلل فقط، أي بما يعادل عملية واحدة كل شهر، وهذا التراجع في عمليات التهريب أدى إلى اتجاهها إلى السوق الداخلية، بحسب المصدر.
وأصبحت تلك الحبوب توزع بين الشباب وطلاب المدارس، مستغلة الظروف الاقتصادية والمعيشية الضاغطة، وهذا ما أدى إلى “حرب مستترة وغير معلنة على السوق الداخلية، وامتيازات التوزيع فيها”.
ويستأثر “حزب الله” بحصة الأسد في الإنتاج وإدارة شبكات التوزيع، و”يهدف من هذا الإغراق، إلى تحقيق مكاسب مادية لتغطية نفقات مقاتليه وتحركاتهم وأسلحتهم ورواتبهم، وإضعاف المحافظة التي بقيت عصية على التغلغل الإيراني، وتقاومه بكل السبل”.
وكانت عدة صحيف غربية قد نشرت في وقت سابق تحقيقات مطولة أجمعت على أن سوريا تحولت إلى “دولة مخدرات“، وأصبح لدى النظام صناعة تُقدر بمليارات الدولارات، ومنتجها الرئيسي هو مخدر “الكبتاغون”.
وتُشرف الفرقة الرابعة على عمليات الإنتاج والتوزيع، وهي محسوبة على إيران بقيادة “ماهر الأسد”، و”تدور تجارة الكبتاغون في الجنوب (درعا والسويداء)، على أرض رخوة قابلة لابتلاع الخصوم وإخفائهم”.
لكن الأكيد – وفقاً للتقرير – أن الإدارة والإمداد والتوجيه، هي “بيد سلطة واحدة تعدّ الرابح الوحيد من كل حبة كبتاغون تُستهلك داخلياً أو تنجح في تجاوز الحدود، والخاسر الأكبر هو الجنوب السوري الذي يندفع ببطء، إلى خسارة شبابه بين مدمن على الكبتاغون أو متاجر بها أو محارب لها”.
يذكر أن مدير برنامج “اليونسكو” لمكافحة المنشطات، في سوريا، الدكتور “صفوح سباعي”، كشف أمس عن انتشار كبير للكبتاغون بين الطلاب في المدارس والجامعات، بمختلف مناطق سيطرة النظام.
وكانت “نيويورك تايمز” قد نقلت عن “مسؤول أميركي” أن “قيمة حبوب الكبتاغون المصادرة من سوريا منذ فبراير (شباط) 2021، تعادل 3 مليارات دولار”.