تحوّلت الساحة السورية إلى مجال للتنافس والاختبار بين الدول والقوى المختلفة، في مجال الطائرات المسيّرة، منذ عام 2011، حيث استخدمت الولايات المتحدة وروسيا وايران واسرائيل وتركيا 39 نوعاً مختلفاً منها.
وقالت منظمة “باكس” الهولندية لـ”بناء السلام”، في تقرير أمس الثلاثاء، إن سوريا “شكلت مختبراً سمح للدول والمجموعات المسلحة غير الحكومية باختبار أنواع جديدة من المسيرات ودراسة كيف يمكن لاستخدامها أن يحسن من التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية”.
وأضافت: “خلال العقد الأخير، أظهرت الطائرات المسيرة المُطورة في الأجواء السورية كيف مرت الجهات العسكرية المتعددة بمرحلة تعلم وكيف عززت من معرفتها من ناحية التصميم والإنتاج”، وفقاً لما نقلته وكالة “فرانس برس“.
وبحسب التقرير، فقد أصبحت الطائرات المسيرة المتفجرة الإيرانية والروسية والأميركية تستخدم على نطاق واسع في أوكرانيا، بعد تجربتها في سوريا.
وتعتمد القوات التركية بشكل كبير على الطائرات المسيرة في شمال سوريا، حيث لعبت دوراً في عملياتها العسكرية التي شنتها منذ العام 2016، ضدّ قوات “قسد” وتنظيم “الدولة”.
وشنّت تلك المسيرات أكثر من 60 غارة ضد مناطق سيطرة “قسد” في شمال سوريا بين كانون الأول وأيلول من العام الحالي، وفقاً لـ”باكس”.
وكانت طائرة “بيرقدار تي بي 2” هي “أكثر المسيرات الحربية التركية شهرة، وقامت بدور أساسي في نزاعات ليبيا وقره باغ وإثيوبيا وأخيراً في أوكرانيا”.
وتقول المنظمة الهولندية إن الحرب السورية أثبتت أنها “أفضل مختبر للطائرات من دون طيار الروسية”، مما سمح للقوات الروسية بأن تقيّم مسيرات حلفائها وأن تختبر مسيراتها المقاتلة وأسلحتها.
واعتبر التقرير أن المسيرات الروسية لعبت دوراً مهماً في تغيير مسار الحرب لصالح قوات النظام، فيما قدمت إيران طائرات مسيرة لميليشياتها العراقية في سوريا خصوصاً في شرق البلاد.
وعزّزت تلك المسيرات من قدرات “حزب الله” في هذا المجال، خلال قتاله بسوريا، بينما استخدمت قوات النظام ستة أنواع مختلفة منها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اتهمت في بيان، اﻷسبوع الماضي، الفصائل العسكرية في إدلب بإعداد أسطول من الطائرات المسيرة لمهاجمة مطار “حميميم” بريف اللاذقية.