أعلن “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة”، اليوم الاثنين، تسجيل أول إصابتين مثبتتين بمرض “الكوليرا” في المخيمات الواقعة في ريف إدلب، وسط تحذيرات من عدم القدرة على سيطرة انتشار الوباء في المنطقة.
وأوضح “الإنذار المبكر” أن إجمالي أعداد الإصابات بمرض “الكوليرا” في مناطق شمال غربي سوريا وصلت إلى 39 حالة، لم يُسجل منها أي حالة وفاة حتى الآن.
وناشد “الإنذار المبكر” الأهالي في المنطقة باتباع تعليمات الوقاية من الإصابة بـ “الكوليرا”، ومراجعة أقرب مركز صحي في حال ظهور إسهال مائي حاد مع أو بدون إقياء، مع مراعاة الالتزام بشرب المياه النظيفة فور ظهور الأعراض وأثناء الطريق للمركز الصحي.
“منسقو الاستجابة” يُحذر من انتشار الوباء في المخيمات
أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقريرٍ له، أن المخيمات دخلت مرحلة الخطر بشكل كبير، بعد تسجيل أول إصابتين، محذراً من توسعها وعدم القدرة على سيطرة انتشار الوباء، بسبب ضعف الإمكانيات اللازمة لمجابهة المرض، نتيجة الواقع الطبي الهش في المنطقة.
وأشار “منسقو الاستجابة” إلى أنه سبق وأن أطلق نداء لتمويل عاجل للمخيمات خلال فصل الشتاء القادم، وخاصةً في قطاع المياه، لاحتواء المرض قبل تحول المخيمات إلى بؤرة انتشار للمرض.
كما ناشد الفريق الأمم المتحدة عبر وكالاتها والدول المانحة العمل على تسريع الإجراءات لخاصة بمكافحة المرض ضمن المخيمات، من خلال توفير الإمكانات اللازمة لها لتمكينها من مواجهة مرض “الكوليرا” الذي بدأ بالانتشار.
ونوه إلى أن أكثر من 590 مخيماً يُعاني من انعدام المياه بشكلٍ كامل، في حين يُعاني 269 مخيماً آخر من نقص توريد المياه، فيما يُعاني أكثر من 614 مخيماً من غياب الصرف الصحي اللازم، كما يوجد 1223 مخيماً لا يحوي أي نقطة طبية أو مشفى، ويقتصر العمل على عيادات متنقلة ضمن فترات متقطعة.
ودعا جميع المنظمات الإنسانية إلى ضرورة تضافر كل الجهود واستمرار التنسيق بينهم لمواجه المرض والحد من انتشاره، وعدم تمدده في ظل التسجيل اليومي لحالات جديدة مصابة في المنطقة.
وكان الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أكد في بيانٍ له، أمس الأحد، أن تسارع انتشار الوباء يُنذر بكارثة حقيقية في المنطقة، ويُصعب السيطرة عليه في ظل الظروف الحالية من ضعف البنية التحتية.
ولفت إلى أن المرض يُشكل تهديداً حقيقياً على حياة السكان، بسبب تدمير البنية التحتية وإنهاك القطاع الطبي وفقدان مقومات الحياة، كما أن المخيمات التي تعاني من ظروف صحية سيئة تُشكل بيئة خصبة لانتشار المرض مثل الحمامات المشتركة، ونقص إمدادات المياه النظيفة، وغياب شبكات الصرف الصحي.
والثلاثاء الماضي، حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” في تقريرٍ لها، من خطورة تفشي مرض “الكوليرا” في شمال وشرق سوريا، لافتةً إلى أن آلاف الأطفال في تلك المناطق معرضون للإصابة بالمرض الناجم عن استخدام المياه الملوثة من نهر الفرات.