حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” في تقريرٍ لها، أمس الثلاثاء، من خطورة تفشي مرض “الكوليرا” في شمال وشرق سوريا، مشيرةً إلى أن آلاف الأطفال في تلك المناطق معرضون للإصابة بالمرض الناجم عن استخدام المياه الملوثة من نهر الفرات.
وأوضح التقرير، أن ما لا يقل عن 24 شخصاً توفوا بسبب “الكوليرا”، في حين أبلغ عن عدة آلاف من الحالات المشتبه بها في جميع أنحاء البلاد منذ 19 أيلول الجاري.
وبحسب التقرير، فإن انتشار “الكوليرا” يتزامن مع عودة الأطفال إلى المدارس في سوريا، مما يعرض صحة الأطفال وتعليمهم إلى الخطر، في أول انتشار كبير للمرض في سوريا منذ أكثر من عقد.
وأضافت المنظمة: “يُفهم أن التفشي الحالي للمرض ناجم عن شرب المياه الملوثة والأغذية المروية، ويرجع ذلك أساساً إلى أسوأ موجة جفاف تشهدها سوريا منذ عقود”.
كما لفتت إلى أن مياه الصرف الصحي للتجمعات الواقعة على طول ضفة نهر الفرات تنتهي في مجرى النهر، مما يزيد من احتمالية انتشار الأمراض، خاصة أن ما يقرب من نصف الناس في سوريا يعتمدون في كثير من الأحيان على مصادر المياه غير المأمونة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم المائية اليومية.
وكانت منظمة “كير” الدولية الإنسانية العاملة في سوريا حذرت يوم الجمعة الماضي، من تفشي وباء “الكوليرا” في مناطق شمال غربي سوريا، وقالت إنه “بعد أكثر من عقد من الصراع، نشهد تفشي وباء الكوليرا في سوريا، مما يزيد من ضعف السكان الذين يعانون بالفعل من الصراع والأزمة الاقتصادية والتحديات المعقدة الأخرى.
وأكدت مديرة المنظمة في سوريا، “جوليان فيلدويك”: أن حوالي 70% من السكان في مناطق شمال شرقي سوريا يعتمدون على مصادر المياه غير الآمنة ولديهم ظروف نظافة وصرف صحية سيئة للغاية، مشيرةً إلى ارتفاع خطر الانتقال السريع والواسع للمرض الذي يُشكل تهديداً خطيراً على المدنيين.
ويأتي ذلك مع إعلان وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، أمس الأول الاثنين، تسجيل أول إصابة بمرض “الكوليرا” في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي، مع ارتفاع أعداد الوفيات جراء المرض في مناطق سيطرة النظام إلى 23 حالة، وأعداد الإصابات إلى 253 حالة، فضلاً عن تسجيل العديد من الإصابات والوفيات في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال شرقي سوريا.