حذرت منظمة “كير” الدولية الإنسانية العاملة في سوريا في بيانٍ لها، أمس الجمعة، من تفشي وباء “الكوليرا” في مناطق شمال غربي سوريا، في حين أوصت بمجموعة من الإرشادات لتجنب الإصابة بالمرض.
وجاء في نص البيان، أنه ” بعد أكثر من عقد من الصراع، نشهد تفشي وباء الكوليرا في سوريا، مما يزيد من ضعف السكان الذين يعانون بالفعل من الصراع والأزمة الاقتصادية والتحديات المعقدة الأخرى”.
وأكدت مديرة المنظمة في سوريا، “جوليان فيلدويك”: أن حوالي 70% من السكان في مناطق شمال شرقي سوريا يعتمدون على مصادر المياه غير الآمنة ولديهم ظروف نظافة وصرف صحية سيئة للغاية، مشيرةً إلى ارتفاع خطر الانتقال السريع والواسع للمرض الذي يُشكل تهديداً خطيراً على المدنيين.
وأشارت “فيلدفيك” إلى أن محافظة دير الزور بشكلٍ خاص تأثرت بتفشي المرض، حيث تم تسجيل 95% من الحالات في شمال شرقي سوريا، حيث أن النازحين هناك بحاجة ماسة إلى مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة، إضافة إلى بلاغات عن حالات مؤكدة في الحسكة أيضاً.
إلى ذلك، أوضحت مديرة المنظمة في تركيا، “شيرين إبراهيم”، أنه على الرغم من عدم تسجيل أي حالة في مناطق شمال غربي سوريا، إلا أنه يجب “دق ناقوس الخطر”، مضيفةً: “نحن قلقون لأن سياق المنظمة يؤدي إلى انتشار الكوليرا على نطاق واسع”.
وبينت “إبراهيم” أن المخيمات في شمال غربي سوريا مكتظة بالنازحين، ومعظمها يستضيف النساء والأطفال، ويكافحون للحصول على المياه النظيفة، لافتةً إلى أن معالجة جودة المياه تأتي من خلال زيادة جرعات المعالجة في أنظمة إمدادات المياه ولإدارة المناسبة لمياه الصرف الصحي، إضافة إلى زيادة غسل اليدين وتعزيز النظافة.
كما أكدت أن المنظمة وضعت إجراءات فورية ذات أولوية وإرشادات للشركاء، بما في ذلك معلومات المراسلة، ومواد التعليم والاتصال، إضافة إلى خطة استجابة لمدة 3 أشهر، لتوفير تدخلات وقائية طارئة ومستدامة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة.
وفي 12 من الشهر الجاري، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” التابع للأمم المتحدة، أن مصدر عدوى “الكوليرا” في سوريا مرتبط بشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات، داعياً في الوقت ذاته إلى احتواء تفشي الوباء.
وبحسب البيان، فإنه بناء على تقييم سريع أجرته “السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوث الغذاء”.
وكانت وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام أعلنت في 11 من الشهر الحالي، عن تسجيل 15 حالة إصابة بـ “الكوليرا” في محافظة حلب وحدها، وسط مخاوف من انتشار المرض في باقي المحافظات.
يُذكر أن “الكوليرا” هي مرض ناجم عن اﻹصابة بالبكتيريا ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، ويؤدي إلى الإسهال والجفاف الشديد، ومن الممكن أن يسبب الوفاة بدون علاج.