توعّد الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، المتظاهرين ضد السطات باتخاذ إجراءات “حاسمة”، لمواجهة المظاهرات الواسعة التي تجتاح البلاد منذ أيام.
وتقطع طهران اﻹنترنت عن عموم البلاد، بشكل كامل، منذ يوم اﻷربعاء، فيما تشدّد من قبضتها اﻷمنية، لقمع التحركات التي اندلعت ضدّها بسبب مقتل امرأة داخل مخفر للشرطة على خلفية عدم التزامها بالحجاب.
وقال “رئيسي” إنه على “السلطات المختصة” اتخاذ “إجراءات حاسمة” ضد المتظاهرين، منوهاً بأن “الأمر بدأ يتحول إلى أعمال عنفٍ بشكلٍ متزايد”، و”إخلال بتطبيق القانون والنظام”.
وفي خطاب ألقاء أمس السبت، وصف المظاهرات الغاضبة بأنها “أعمال شغب”، متوعداً باتخاذ “إجراءات حاسمة ضد أولئك الذين يخلّون بسلام البلاد وأمنها”.
وجاءت كلمات “رئيسي” ضمن حديثه إلى عائلة أحد أفراد قوات “الباسيج”، الذي قُتل في الاحتجاجات المستمرة بمدينة “مشهد” شمال شرقي البلاد.
وانتشرت مقاطع فيديو تظهر قيام الشرطة الإيرانية بإطلاق النار على المتظاهرين الغاضبين، حيث سُمع صوت قوات الشرطة من خلف مكبر صوت يحذر من أنهم سيطلقون النار قبل ثوانٍ فقط من استهداف المحتجين.
وتتحدّث الحكومة اﻹيرانية عن “متسللين ومخربين وإرهابيين”، تسببوا بالوفيات، فيما أحصت “منظمة حقوق الإنسان الإيرانية” وقوع 50 حالة وفاة على الأقل بحلول 23 أيلول/ سبتمبر ، من بينهم العديد من الأحداث.
ويردّد المتظاهرون هتافات ضد المرشد الأعلى الإيراني “آية الله علي خامنئي”، في مواجهة شرطة مكافحة الشغب وقوات “الباسيج” في مدن محافظة “مشهد” و”قم”، وكذلك في “كرج وتبريز وأردبيل ورشت وفارامين وسندج”.
وشهدت العاصمة “طهران” حالة من التوتر، وسُمع دوي إطلاق نار في حي “سعد أباد الراقي”، بينما سارعت قوات الأمن لتفريق الحشود، وشهدت عدة مناطق أخرى، بما في ذلك “نارماك وصادقية وستارخان”، مشاهد مماثلة لإطلاق النار وحرائق ضخمة في الشوارع المسدودة.
ومع عودة “رئيسي” من زيارته للجمعية العامة للأمم المتحدة في “نيويورك”، يوم الخميس، قال في خطاب تلفزيوني مباشر لدى وصوله إلى “طهران”: “إذا كان لدى أحد ما كلمة صحيحة ليقلها، فسيتم سماعه، لكن لن يتم التسامح مع أعمال الشغب وتعريض الأمن العام للخطر”.
يُذكر أن الجيش والمخابرات واﻷوقاف اﻹيرانية أصدرت بيانات شديدة اللهجة ضد الاحتجاجات مؤكدةً وقوفها لجانب النظام.