كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن سحب القوات الروسية لغواصات نووية من قاعدتها البحرية في شبه جزيرة “القرم” المحتلة، المطلة على البحر الأسود، وسط تصاعد في العمليات العسكرية اﻷوكرانية.
وقالت صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن “نقل الأسطول من سيفاستوبول يأتي بعد غارة من طائرة بدون طيار على القاعدة في آب/ آغسطس الماضي”، حيث تمّ ضرب المقر الرئيسي، بالإضافة إلى قاعدة جوية قريبة.
ونشرت وزارة الدفاع في حسابها على “تويتر”: “في الشهرين الماضيين، تعرض مقر الأسطول ومطار الطيران البحري الرئيسي لهجوم، الانسحاب مرجح للغاية بسبب التغيير الأخير في مستوى التهديد الأمني المحلي في مواجهة زيادة القدرة الضاربة طويلة المدى للقوات الأوكرانية”.
من جانبها أعلنت أوكرانيا مواصلة قواتها التوغل شرقاً في المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية، مما يرجّح شنّها لهجوم جديد على القوات الروسية في منطقة “دونباس” التي يتحدّث الروس عن تنظيم استفتاء عاجل فيها للانضمام إلى روسيا.
وطالب الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” بتسريع تسليم الأسلحة والمساعدات لبلاده لمواصلة الضغط على روسيا في ظل تقدّم قوات بلاده على الأرض، حيث قال في خطاب تلفزيوني بساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين: “من الواضح أن المحتلين في حالة ذعر”.
وأشار إلى “السرعة التي تتحرك بها القوات اﻷوكرانية، وسرعة استعادة الحياة الطبيعية” في المناطق المحررة، مضيفاً أنه سيستغل خطاباً بالفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غدٍ الأربعاء لدعوة الدول إلى تسريع تسليم الأسلحة والمساعدات لبلاده.
وقال زيلينسكي: “نبذل قصارى جهدنا لضمان تلبية احتياجات أوكرانيا على جميع المستويات؛ الدفاعية والمالية والاقتصادية والدبلوماسية”.
وأعلن “سيرهي غايداي”، الحاكم الأوكراني لإقليم “لوغانسك”، وهو جزء من منطقة دونباس يخضع الآن لسيطرة القوات الروسية، أن القوات المسلحة الأوكرانية استعادت السيطرة الكاملة على قرية “بيلوهوريفكا” في الإقليم، وتستعد للقتال لاستعادة السيطرة على الإقليم بأكمله، مضيفاً بالقول: “سيدور قتال على كل سنتيمتر.. العدو يستعد للدفاع، لذلك لن ندخل بسهولة”.
وفي منطقة “خاركيف” الشمالية الشرقية، أعلنت القوات الأوكرانية أنها عبرت نهر “أوسكيل” في مطلع الأسبوع، حيث يتدفق النهر جنوباً ليلتقي مع نهر “سيفرسكي دونيتس” الذي يمر عبر منطقة “دونباس” وهي الهدف الرئيسي للغزو الروسي.
أردوغان يحاول وقف الحرب
أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، في تصريح لتلفزيون أمريكي أن جمهورية أوسيا وأوكرانيا اتفقتا على مبادلة 200 سجين في واحدة من أكبر التبادلات في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
وجاء إعلان “أردوغان” بعد محادثات الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على هامش قمة إقليمية في “أوزبكستان”.
ولم يقدّم “أردوغان” تفاصيل كاملة عن التبادل، واصفاً الأشخاص الذين يتم تبادلهم بـ “الرهائن” ولم يذكر عددهم من كل جانب، حيث أكد في وقت متأخر من مساء أمس أنه “سيتم تبادل مائتي رهينة بناء على اتفاق بين الطرفين”.
ووصف اﻹجراء بأنه “خطوة مهمة إلى الأمام”، مبدياً استعداد بلاده للتوسط ﻹنهاء الحرب، ومقترحاً على الروس الانسحاب الكامل من أوكرانيا لتسوية اﻷمر.
وكانت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي قد حاولت البقاء على الحياد، حيث زودت “كييف” بطائرات بدون طيار مقاتلة، كما تتجنب العقوبات التي يقودها الغرب ضد موسكو.
وقال “أردوغان” إن لديه “انطباعاً” بأن “بوتين” مستعد لإنهاء الحرب، مضيفاً: “لقد أجرينا مناقشات مكثفة للغاية وهو يظهر لي بالفعل أنه مستعد لإنهاء هذا في أقرب وقت ممكن”.
ولفت الرئيس التركي إلى أن “الطريقة التي تسير بها الأمور الآن هي مشكلة كبيرة”.
الدعم الغربي متواصل
كشفت “التلغراف” أن رئيسة وزراء بريطانيا، “ليز تروس”، أكدت على مواصلة لندن التمويل العسكري لأوكرانيا خلال العام المقبل، حيث ستتعهد هذا الأسبوع بمواصلة الإنفاق على المساعدات العسكرية لـ”كييف”.
وفي أول زيارة خارجية لها كرئيسة للوزراء، ستستغل رحلتها إلى “نيويورك” لتعلن أن المملكة المتحدة “ستلبي أو تتجاوز مبلغ الأموال المرسلة إلى كييف في عام 2022”.
كما ستؤكد أنه “يجب على الغرب وضع حد للابتزاز الاقتصادي لفلاديمير بوتين عن طريق إزالة كل الاعتماد على الطاقة في روسيا” خلال كلمة لها لدى لجمعية العامة للأمم المتحدة غداً اﻷربعاء.
كما ستعقد “تروس” اجتماعات مع الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، والرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، و”أورسولا فون دير لاين” من الاتحاد الأوروبي.
وستحاول أيضاً – وفقاً للصحيفة – حشد زعماء العالم “لإنهاء اعتماد الطاقة على غاز بوتين بينما يغلق الصنابير في خط أنابيب نورد ستريم 2”.