أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” اﻹسرائيلية على وجود انسحاب وتراجع للقوات الروسية في سوريا، مع الحفاظ على القواعد اﻷساسية، بسبب حجم الخسائر التي يتكبّدها الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة، إن روسيا “تتراجع في سوريا”، لكن ليس هناك احتمالات لانسحاب روسي كامل، موضحةً أن القاعدة الجوية في “حميميم”، والمرافق البحرية في طرطوس واللاذقية، هي “أصول استراتيجية صعبة سيتم الحفاظ عليها”.
ونوّهت الصحيفة بأن “الحفاظ على حكم الأسد هو هدف واضح لموسكو”، ولكنّ الروس “مشغولون الآن بحملة عسكرية متعثرة في أوكرانيا”، مما يجعل من الصعب عليهم القيام بمهمّتين واسعتين في وقت واحد.
وكشفت شركة ImageSat International الإسرائيلية عن أدلة في أواخر أغسطس/ آب حول تفكيك روسيا لنظام الدفاع الجوي S-300 المنتشر في منطقة “مصياف” بريف حماة وإعادته إلى اﻷراضي الروسية.
كما تظهر الأدلة أن شركة “فاغنر” الروسية المرتبطة بالحكومة كانت تجند في الأشهر الأخيرة بنشاط سوريين من الموالين للنظام، حيث يتم إرسال مرتزقة لمساعدة الجهود الروسية في أوكرانيا، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه “انعكاس هام في الأدوار”.
ولفت تقرير “جيروزاليم” عن أن “الغياب الروسي يعطي أهمية وحرية أكبر للدور الإيراني في سوريا”، حيث “قد تزيد إيران من أنشطتها مع انسحاب الروس”، لكن “ضعف طهران وحرية العمل الإسرائيلية سيزدادان أيضًا”.
وأشارت الصحيفة اﻹسرائيلية إلى تصعيد في النشاط الإسرائيلي بسوريا كجزء من “توسيع وتعميق أكثر عمومية من جانب إسرائيل في الأشهر الأخيرة لموقفها الحازم فيما يتعلق بالسلسلة الكاملة للنشاط الإيراني في المنطقة”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد أكدت في مقال بعنوان “الخسارة السريعة للأراضي في أوكرانيا تكشف عن استنفاد الجيش الروسي” نشرته يومَ الثلاثاء، أن الخسائر في المعدات تحد من قدرة “فلاديمير بوتين” على الدفاع عن الأراضي التي يسيطر عليها، حيث أدت خسارة موسكو السريعة لأكثر من 2300 ميل مربع من الأراضي في شمال شرق أوكرانيا إلى زيادة احتمالية أن يتم استهلاك الجيش الروسي كقوة هجومية في المستقبل المنظور، مشيرةً إلى أن الوضع منفتح على مزيد من الهزائم، وفقاً لمحللين عسكريين.
يُذكر أن وسائل إعلام روسية وأمريكية، قد كشفت في حزيران/يونيو الماضي أن روسيا قامت بعملية سحب لبعض قواتها من سوريا.