قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بدأت بتوطين عشرات العائلات من مقاتليها ضمن الأحياء السكنية في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
وأوضح مراسلنا أن ذلك جاء بعد أن عملت على ترميمها بواسطة شركة بناء مختصة “الجهاد للبناء” مسّتغلة تهجير مالكيها من المنطقة على إثر وجود طلبيات أمنية بحقهم لصالح أفرع المخابرات التابعة لنظام الأسد على خلفية مشاركتهم بأحداث الثورة السورية.
ولفت مراسلنا إلى أن شركة “الجهاد للبناء” التي تتم إدارتها من قبل رجال أعمال يحملون الجنسية اللبنانية والإيرانية على حدّ سواء بدأوا مطلع شهر آب الماضي بترميم كتلة الأبنية المدمرة بفعل قصف قوات النظام “سابقاً” لمنطقة الحي الغربي، قبل أن يتم الإعلان عن بدء ترحيل عائلات مقاتلي ميليشيا “لواء فاطميون” من المساكن المؤقتة التي تم تجهيزها بالقرب من معسكر التليلة بالقرب من منطقة الدوة الزراعية.
مصدر محلي من أبناء مدينة تدمر قال إن الخطوات التي تنتهجها الميليشيات المدعومة من قبل طهران في ريف حمص الشمالي تنذر بكارثة على صعيد التغيير الديموغرافي، الذي بدأت ملامحه تظهر على أبناء المنطقة، ناهيك عن تبديل القيم والعقائد الدينية لمن نجح بالعودة من أبناء المنطقة.
ولفت المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية، قيام الميليشيات الإيرانية بإحداث عدّة حوزات وحسينيات داخل مدينة تدمر لتعليم الفقه الشيعي بين أبناء المنطقة “السنة”، الأمر الذي يهدف لتغيير الفكر العقائدي لاحقاً وهو ما يخدم مصلحة الوجود الإيراني “الشيعي” بشكلٍ أساسي.
وفي سياقٍ متصل؛ عملت القيادة المركزية لمعسكر التليلة على نقل عشرات عائلات مقاتليها من مدينة البوكمال ودير الزور شمال شرق سوريا إلى مناطق السخنة والبيارات بريف مدينة تدمر، فضلاً عن توزيع عدد منهم على مقربة من المعسكر قبل أن يتم نقلهم مؤخراُ إلى الشقق السكنية التي تمّ ترميمها داخل مدينة تدمر التي باتت إحدى أبرز المواقع التي تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من قبل إيران.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات الإيرانية تعمل بشكلٍ منفرد بعيداً عن قوات النظام داخل مدينة تدمر من خلال منع عودة الراغبين من أبنائها، مهددة باعتقالهم بتهم عديدة من أبرزها التعاون مع مقاتلي “تنظيم الدولة” وتسهيل ونقل المعلومات الخاصة بمناطق سيطرة مقاتليها ليتم استهدافهم لاحقاً، الأمر الذي دفع بشريحة واسعة من الأهالي لمغادرة البلاد بشكل كامل، أو اللجوء إلى محافظة حمص وغيرها من المحافظات السورية هرباً من شبح الاعتقال والتصفية الجسدية، وفقاً لمراسلنا.