أفاد مُراسل “حلب اليوم” في حمص بوصول ثلاثة حافلات سياحية من مدينة البوكمال شمال شرق سوريا إلى ريف حمص الشرقي، محملة بما يقارب أربعين عائلة من أهالي عناصر ميليشيا “لواء فاطميون”، الذين يقيمون ضمن منطقة “التليلة” التي تتخذها ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني كمعسكر تدريب لقواتها.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله، إن هذه الخطوة تعتبر الأولى من نوعها بعدما اعتمدت ميليشيا الحرس الثوري سابقاً على توطين عائلات مقاتليها ضمن منطقة السخنة بريف حمص، وتمنح العناصر الخاضعين لتدريبات تأهيل عقائدي وعسكري ضمن معسكر “التليلة” إجازات أسبوعية لزيارة أسرهم.
وأضاف المصدر أن المسؤولين الإداريين لمعسكر التليلة استقدموا غرفاً وكرفانات مسبقة الصنع مطلع الشهر الجاري، وتم العمل على إنشاء تجمّع سكني صغير بالقرب من المعسكر لتوطين العائلات، بالإضافة لتثبيت ثلاث نقاط لحراسته، والعمل على حمايته من أي هجوم محتمل من قبل عناصر تنظيم الدولة، بعدما شهدت الآونة الأخيرة اتساعاً لعملياتها العسكرية ضدّ قوات النظام والميليشيات التابعة له ضمن البادية السورية بشكل عام.
وفي سياق متصل؛ قال “عبد الجبار الحسن” مُهجّر من منطقة السخنة أن إيران تعمل على تعزيز وجودها العسكري بشكلٍ لافت بريف حمص الشرقي منذ مطلع العام الجاري، واتخذت من مدينة السخنة ومنطقة البيارات ومحمية التليلة مواقع أولية لنشر نفوذها ضمن المنطقة التي باتت بمثابة شريان حيوي لإمداد مناطق سيطرة النظام بالنفط القادم من شمال شرق سوريا نحو محافظة حمص.
ولفت “عبد الجبار” إلى أن عشرات العائلات من أبناء المدن التي غزاها الوجود الإيراني تمّ منعهم من العودة لترميم منازلهم بتهمة التعامل مع تنظيم الدولة خلال حقبة سيطرته على المنطقة بين عامي 2015/2014، الأمر الذي ينذر بمحاولة إجراء تغيير ديموغرافي لطبيعة قاطني المنطقة مع استقدام العائلات الأفغانية إليها.
تجدر الإشارة إلى أن الحرس الثوري الإيراني أقدم على إرسال رتل عسكري في السادس عشر من شهر شباط الجاري، مؤلف من ميليشيا “لواء فاطميون”، وحزب الله العراقي وميليشيا لواء الباقر نحو محافظة السويداء التي تشهد حراكاً شعبياً ضد قوات النظام.