تشكل ميليشيا “درع الأمن العسكري” إحدى أبرز القوات العسكرية في محافظة حمص نظراً للدعم الذي تتلقاه من قبل القوات الروسية بمختلف الأصعدة “العسكرية -اللوجستية-المالية” حيث تمّ اختيارها لتنفيذ مهمات ميدانية في البادية السورية بما يتناسب مع مصالح روسيا في المنطقة.
يعود تاريخ تأسيس قوات درع الأمن العسكري لأوائل شهر يناير من العام 2016 الماضي ضمن محافظة اللاذقية على الساحل السوري بتمويل صريح من قبل رجل الأعمال السوري “سامر الفوز” المقرب من بشار الأسد، وعمل على تأسيسها المقدم مضر مخلوف من مرتبات الحرس الجمهوري بالتنسيق مع شعبة المخابرات العسكرية في دمشق لصالح الفرع 223 بهدف رفد قوات النظام بالعناصر البشرية للمشاركة بعملياتها العسكرية ضدّ المحافظات الثائرة على نظام لأسد الحاكم.
وتنتشر قوات درع الأمن العسكري حالياً على امتداد طريق M20 الذي يربط محافظة حمص بمدينة دير الزور شمال شرق سوريا، والذي يعتبر الشريان الرئيسي المغذي لمناطق سيطرة النظام بالنفط الخام، وتتولى عناصر الدرع تأمين الحماية اللازمة للقوافل العابرة إلى مصفاتي حمص “وسط سوريا” وبانياس على الساحل السوري، تحسباً لأي هجمات مسلحة من قبل عناصر تنظيم الدولة الذي يتخذ من عمق البادية السورية نقطة انطلاق لهجماته ضدَ تلك القوافل.
مصدر عسكري ضمن ميليشيا درع الأمن العسكري أفاد لمراسل “حلب اليوم” بأن المجموعات القتالية أيضاً تنتشر على أطراف مناجم استخراج الفوسفات في منطقة الصوانة بريف حمص الشرقي، بالإضافة لمواقع داخل حقل غاز الشاعر، وحقل الهيل الذي يضمّ خبراء من الجنسية الروسية بهدف حمايتهم، تتلقى أوامرها من قبل ضباط روس بالتنسيق مع المدعو “محمد حماض” المسؤول الأمني الذي شغل منصب مدير شركة الدرع للحراسات الأمنية سابقاً.
وأشار المصدر إلى أن مكتب الانتساب الكائن في حي الزهراء وسط حمص يعمل بشكل دوري على فتح المجال للراغبين بالتطوع في صفوف “درع الأمن العسكري” مقابل رواتب مالية تتراوح ما بين 200-150 ألف ليرة سورية، بالإضافة لمنحهم بطاقات أمنية من قبل شعبة المخابرات الفرع 223 والتي تضمن عدم التعرض لهم او تفتيشهم على حواجز قوات النظام.
وتعتمد قوات درع الأمن العسكري في قوامها العددي على ميليشيا “سند الأمن العسكري” التي تضم ما يقارب 1200 مقاتل من عسكريين ومدنين “متطوعين” والتي يديرها العميد “رسلان اسبر” الذي يحظى بدعم من قبل القوات الروسية التي عملت على منحه مقراً رئيسياً لإدارة ميليشياته جنوب مطار التيفور العسكري شرق محافظة حمص.
وبدأت القوات الروسية أواخر العام 2021 الماضي بفتح المجال أمام ميليشيا السند لإنشاء مقرات عسكرية شرق سوريا “التي يغيب عنها التواجد الروسي” بالقرب من الحدود الإدارية لمنطقة حميمية المتاخمة لبادية دير الزور، وعلى أطراف حقل التيم النفطي لحماية المنشآت النفطية من جهة، وتأمين الترفيق العسكري للقوافل القادمة إلى مناطق سيطرة النظام من جهة أخرى.
وبحسب مصدر “مطلع” فإن روسيا تستعد لفرض إدارتها على مصفاة مدينة حمص ومصفاة بانياس بشكل كامل خلال الفترة القادمة مقابل منح حكومة نظام الأسد نسبة 35% من الطاقة الإنتاجية، الأمر الذي يفسر المضايقات التي يتعرض لها أصحاب الشركات المتعاقدة مع حكومة النظام من قبل حواجز الأمن العسكري المنتشرة على أوتوستراد حمص-دير الزور وعلى رأسها شركة “زمن الخير” المملوكة لرجل الأعمال السوري وعضو مجلس الشعب حسام القاطرجي.
يشار إلى أن روسيا حصلت على امتيازات من قبل حكومة النظام منتصف العام 2015 الماضي يحق لها بموجبه إنشاء استثمارات اقتصادية على مستوى النفط والفوسفات والغاز على الأراضي السورية، لتقوم على اثرها بتجنيد ميليشيا درع الأمن العسكري لضمان حماية مصالحها بأقل الخسائر البشرية مستبعدة بذلك تدخل عناصر مرتزقة فاغنر المتواجدين على الأراضي السورية.