شهدت أسواق العطارين في محافظة حمص إقبالاً لافتاً خلال الأشهر الماضية، من قبل الأهالي الذين وجدوا فارقاً كبيراً بأسعار الأعشاب الطبية مقارنة مع الأدوية والعقاقير التي يتم تصنيعها ضمن معامل الأدوية بعد قيام حكومة النظام برفع تسعيرتها التموينية خلال مراحل زمنية متفرقة من العام 2021 الماضي.
مراسل “حلب اليوم” قال إن عشرات المرضى يتجهون إلى محلات العطارين ضمن مدينة حمص بشكلٍ يومي، بهدف الحصول على الأعشاب البرية التي يغيب عنها التركيبات الدوائية الكيميائية بحسب ما أفاد أحد أصحاب المحلات المختصة لمراسلنا.
وأضاف “الحاج محمد” أنه يزاول مهنة العطارة منذ ما يقارب العقدين، الأمر الذي أكسبه شهرة واسعة جعلت المرضى يقصدون دكانه الصغير من مختلف المحافظات والقرى الريفية لأخذ استشارته المكتسبة من خلال عمله، وكذلك للهرب من أسعار الأدوية التي تخطّت حدود المعقول بالنسبة إليهم.
وأردف “الحاج محمد” أن مجموعة من الأعشاب البرية أثبتت نجاحها بالتصدي لفيروس كورونا، الأمر الذي ساهم بدوره بازدياد حالة الطلب على خلطة الأعشاب التي يقوم بصناعتها بشكلٍ يدوي تخضع لمعايير معينة، ويدخل في تركيبتها أعشاب البابونج، والميرمية، والمليسة، والزعتر البري، والشيح ومكونات أخرى جميعها تساعد على تنظيف الرئتين وتوسعة قصبات الصدر.
ونقل مراسلنا عن أحد الزبائن قوله إن التداوي بالأعشاب بات أمراً شائعاً بين الأهالي في مدينة حمص لا سيما الطبقة الفقيرة التي لا يكاد الكثير من أبنائها يستطيعون شراء الأدوية اللازمة لعلاج كورونا كما هو واقع الحال بالنسبة لحبوب “الأزيثروماسين” الذي تخطى سعر العبوّة الواحدة منه خمسة آلاف ليرة سورية، والتي تحتوي على ثلاثة كبسولات فقط، فضلاً عن ارتفاع سعر أدوية خافضات الحرارة المرافقة له كـ السيتامول التي سجّلت سعر 2500 ليرة للظرف الواحد.
بدوره؛ لم ينكر الطبيب “حسن العلي” أخصائي هضمية من مدينة حمص خلال حديثه لمراسلنا فضل الأعشاب بعلاج عدد من الأمراض البشرية، لكنه حذّر في الوقت ذاته من خطر مزج وغلي الأعشاب مع بعضها البعض بطريقة عشوائية، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن ينتج عن هذه العملية مستخلص سام يؤدي للوفاة مباشرة.
وأضاف الطبيب أنه يتوجب على المرضى عدم الانجرار وراء الشائعات ولا سيما التي يتم تلقيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأنهى حديثه بضرورة تناول الأعشاب كمشروبات أو عن طريق الاستنشاق كل واحد منها على حدى حتى لا يحصل أي تداخل بطبيعة تركيبتها، داعياً إلى استعمال الأدوية الطبية أو استشارة المختصين.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة في حكومة النظام رفعت أسعار نحو 11800 صنف من الأدوية منتصف شهر حزيران من العام الماضي وطالتها زيادة بنسبة 50 بالمئة، وتلاها الإعلان عن رفع سعر الأدوية أواخر شهر كانون الأول الماضي بنسبة 30 بالمئة.