صورة أرشيفية
كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تنافس الداعمان الرئيسيان لنظام بشار الأسد إيران وروسيا، على النفوذ والغنائم في البلد الذي مزقته الحرب، مع انتهاء القتال في معظم أنحاء سوريا.
وبيّن التقرير الذي نشر أمس الخميس، أن البلدين يقومان بالترويج للغتيهما، الفارسية والروسية، للتدريس في المدارس السورية، كما وقع كلاهما عقودا لبناء مطاحن وسط نقص حاد في الخبز، فضلا عن بناء محطات للطاقة.
وأوضح أن كلاهما يتنافسان أيضا للفوز بعقود تتعلق باستخراج النفط وتعدين الفوسفات وبناء موانئ بملايين الدولارات، وفقا لرئيس تحرير مجلة “سيريا ريبورت” الاقتصادية، جهاد يازجي الذي قال إن الإيرانيين والروس يستهدفون نفس القطاعات، رغم أنهم لم يحققوا نفس النجاحات.
وأضاف يازجي أن “سوريا كانت قد وعدت إيران في البداية بعقد لاستخراج الفوسفات، لكنها غيرت بوصلتها بعد ذلك ومنحته في 2018 لشركة روسية”، مشيراً إلى أن “الإيرانيين يشعرون أنهم لم يحصلوا على حصة عادلة من الأصول السورية مقارنة بالتزاماتهم، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، حيث يرون أن الفوائد الاقتصادية تذهب للروس أكثر منه للإيرانيين”.
ورأى تقرير الصحيفة، أن سوريا تتمتع تاريخيا بعلاقات اقتصادية أقوى مع روسيا منها مع إيران، لكن مع ذلك فقد تمكن الإيرانيون من اقتطاع جزء من السوق السورية وخاصة في مجال الإلكترونيات والأدوية.
وعملت إيران خلال الفترة الماضية على إقامة مراكز ثقافية وترفيهية، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية أن طهران تبني أيضا مركزا تجاريا من 12 طابقا في قلب دمشق، حيث ستتمركز 24 شركة إيرانية.
وفي مجال التعليم اعتبر التقرير أن روسيا تغلبت على إيران في المدارس السورية بعد أن تم إدراج اللغة الروسية كلغة ثانية للتعليم بدلا عن الفرنسية، فيما تواصل إيران الضغط لاعتماد الفارسية كلغة رسمية أيضا.
وأضاف التقرير أنه وبفضل تدخل روسيا وإيران أصبحت كل المدن والبلدات الرئيسية في سوريا تقريبا تحت سيطرة النظام السوري، وأصبح مسلحو المعارضة، الذين قاتلوا منذ 2011 للإطاحة بالأسد، محصورين في قطعة أرض قرب الحدود التركية.
يذكر أن التقرير أكد أنه ومع انقسام سوريا إلى، مناطق تابعة لسيطرة الحكومة وأخرى للمعارضة في الشمال وثالثة لقوات “قسد” في شرق البلاد، وخضوعها لعقوبات صارمة وحكم منبوذ، فإن وضعها يقارن بالعراق في السنوات بين غزو صدام حسين للكويت عام 1990 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 والذي أطاح به.