قوات لحزب الله اللبناني الموالي لإيران (أرشيفية)
ذكرت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية في تقرير لها أنه “بعد القضاء على تنظيم الدولة ظهرت مشكلة جديدة، وهي خلافات خطيرة بين الإيرانيين المسيطرين على مدينة البوكمال والقوات التابعة لنظام الأسد”.
وقالت الصحيفة، إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الطرفين الأحد الماضي، أسفرت عن قتل نحو 10 جنود في مدينة البوكمال شرق دير الزور وتحديداً في حي الفيحاء.
وأضافت الصحيفة أن “المليشيات التي تدعم الأسد انخرطت في معركة مع الجماعات الموالية لإيران”.
ونقلت الصحيفة عن إعلام النظام، أن عدد الجرحى كان كبيراً جداً وتم نقلهم إلى المرافق الطبية في المدينة، بينما لم يعرف عدد القتلى من الطرفين.
وأوضحت الصحيفة الروسية أنه “لفترة من الوقت كان المستشارون العسكريون الروس حاضرين في المدينة، لكن مع مرور الوقت أصبحت البوكمال تحت السيطرة الإيرانية الكاملة”.
وبحسب الصحيفة الروسية، فإن سبب هذه الخلافات تعود لـ “محاولة نظام الأسد فرض سيطرته الكاملة على البوكمال ما تسبب باستياء الإيرانيين، ونتيجة لذلك حصل قتال بين الحلفاء”.
إلا أن صحيفة “المدن” اللبنانية، قالت إن الميليشيات التابعة لإيران أحضرت 6 سيارات مدعومة بقوات عراقية إلى ساحة ودوار الطيارة وسط مدينة البوكمال، وتوجهوا إلى سارية علم نظام الأسد التي تتوسطه، وأنزلوه عنها، الأمر الذي استفز ميليشيا الدفاع الوطني التي تُشرف على حماية الساحة، حيث حاول عناصرها إعادة رفع العلم، لكن الإيرانيين والعراقيين ردوا بفتح النار على العناصر، ما تسبب بمقتل 3 منهم وجرح آخرين، كما أصيب مدنيون كانوا في المكان، وأعقب ذلك استدعاء تعزيزات من الطرفين، وانتهى الاشتباك بطرد ميليشيات النظام من الساحة وسيطرة الإيرانيين عليها، وفق المدن.
وأكدت الصحيفة أن التوتر لا يزال قائماً، وسط توعّد الطرفين بالمزيد من التصعيد، خاصة من طرف الميليشيات الإيرانية التي نصبت حواجز حول دوار الطيارة وأماكن أخرى، لاعتقال كل من تشتبه بتبعيته لميليشيات الدفاع الوطني”.
وأشارت إلى أن إيران تعتبر البوكمال وبعض المناطق الأخرى في محافظة دير الزور، ذات أهمية استراتيجية، لأنها تقيم اتصالات مستمرة مع الجماعات الموالية لها في العراق.
ووفق مصادر عسكرية روسية للصحيفة فإن “اشتباكات منتظمة تحدث بين مجموعات مدعومة من إيران وقوات النظام في الجزء الشرقي من المنطقة”، مبينة أن “هذه الاشتباكات لا تنسق بأي حال من الأحوال مع كبار المسؤولين الذين ينظمون تنفيذ الاتفاقيات بين موسكو وطهران ودمشق”.
وكانت صحيفة “هآرتس” قالت أمس الجمعة، إن المسار الإيراني في سوريا هو التهديد الاستراتيجي لكل من إسرائيل وأمريكا وروسيا أيضاً، مشيرة إلى أن “هناك مواجهات محلية بين مليشيات تؤيد طهران بسوريا وأخرى تحظى برعاية موسكو”.
وتابعت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل أن الصراع المتزايد بين طهران وموسكو، ظهر خلال المواجهات التي جرت في شهر آذار الماضي بمدينة البوكمال على الحدود مع العراق، بين مليشيات المخابرات الجوية السورية ومليشيات تؤيد إيران.
يذكر أن اشتباكات عدة ومتكررة تحصل بين الإيرانيين وقوات النظام والميليشيات الموالية لكل منهما في عدد من المناطق مثل دير الزور وحلب وحماة ودرعا أيضاً.