محادثات أستانا – أرشيفية
ذكرت وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، أن الأطراف المشاركة في مباحثات أستانا، أكدت عزمها على تنفيذ الاتفاقيات الخاصة حول استقرار الوضع في إدلب، في حين كشف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا عن المكان والموعد المتوقعين لإطلاق اللجنة الدستورية السورية.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، أن الدول الضامنة تناولت في الاجتماع المستجدات على الساحة السورية، والجهود الرامية لإيجاد حل سياسي “للصراع السوري”، وأضاف أن الأطراف اتفقت على الحفاظ على التنسيق فيما بينها فيما يتعلق بالأوضاع في مناطق شرق الفرات بسوريا.
وحسب البيان، فقد أعربت الدول الضامنة عن رفضها للأجندات التي تستهدف وحدة التراب والكيان السياسي لسوريا، وتهدد الأمن القومي للدول المجاورة، وأوضح أن الأطراف رحبت بالخطوات المتخذة في إدلب بما في ذلك الدوريات المشتركة (بين تركيا وروسيا).
وأشار إلى أن الاجتماع تناول التئام اللجنة المعنية بصياغة دستور جديد لسوريا في جنيف في أقرب وقت، ودعم جهود المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن.
بدوره، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينتيف” إن أطراف “أستانا” اتفقت على عقد اجتماع في جنيف، حيث سيعلن المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن عن تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية المنشودة، وأضاف أن موعد هذا الإعلان لم يبحث بعد، لكنه رجح أن يحدث ذلك عقب انتهاء شهر رمضان المبارك.
وأشار المسؤول الروسي إلى أنه من المهم ألا يقتصر الإعلان على قوام اللجنة الدستورية فحسب، بل يشمل أيضا المسائل الإجرائية لعمله، في حزمة سيكشف عنها بيدرسن، وأكد لافرينتيف أنه لم يبق هناك سوى نقطتي خلاف أو ثلاث، معرباً عن ثقته بأن بيدرسن سيحلها في وقت قريب.
وكشف لافرينتيف أنه تم الاتفاق على أن اللجنة الدستورية ستتخذ قراراتها إما بالإجماع أو بأغلبية 75% من أصوات أعضائها على الأقل.
وفيما يتعلق بالوضع في إدلب، أعرب لافرينتيف عن قلق موسكو من الأوضاع الميدانية هناك لوقوع معظم أراضي المحافظة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، وأشار لافرينتيف إلى أن الدول الضامنة اتفقت على جملة من التدابير لتفعيل اتفاق إدلب، تتضمن تسيير دوريات مشتركة، إضافة إلى إجراءات أخرى لوقف إطلاق النار على خطوط التماس، مضيفاً أن هذا ينطبق على فصائل المعارضة المعتدلة “ولا يشمل الجماعات الإرهابية”.
جدير بالذكر، أن محادثات أستانا بين الدول الضامنة للملف السوري، بدأت منذ كانون الثاني 2017، وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وجزء صغير من ريف اللاذقية الشمالي منطقة “خفض تصعيد”، بموجب اتفاق أبرم في أيلول 2017، بين تركيا وروسيا وإيران، في العاصمة الكازخية “نور سلطان”.
وفي أيلول 2018، أبرمت تركيا وروسيا اتفاق “سوتشي” من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد” تلك، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 تشرين الأول خلال نفس العام.