يكتنف الغموض مصير الرئيس السوداني المخلوع “عمر البشير”، ومكان إقامته، وسط تضارب الأنباء عن ترحيله إلى السجن، وشروع النيابة بفتح بلاغين ضده.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن “مصدر أمني رفيع” فضّل عدم نشر اسمه: “ليس لدينا معلومات بشأن أوضاع البشير ومكان إقامته، وأصبحنا نتابع الأخبار عبر فيسبوك، كبقية الناس”.
وأضاف: “الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، وما يرشح عن الرئيس السابق عمر البشير، والأموال المضبوطة بحوزته، مجرد تكهنات”.
من جانبه، قال مصدر قضائي في السودان لوكالة “رويترز” اليوم السبت، إن النيابة العامة فتحت بلاغين ضد الرئيس المخلوع عمر البشير بتهم غسل الأموال وحيازة أموال ضخمة دون مسوغ قانوني.
وأضاف المصدر أن وكيل النيابة الأعلى المكلف من المجلس العسكري بمكافحة الفساد، أمر بالقبض على الرئيس السابق واستجوابه عاجلاً تمهيداً لتقديمه للمحاكمة.
وذكر المصدر أن النيابة ستقوم باستجواب الرئيس السابق الموجود داخل سجن كوبر، وأن هناك إجراءات قانونية ستتخذ ضد بعض رموز النظام السابق المتهمين بالفساد.
بدورها، أوضحت صحيفة “اليوم التالي” السودانية، أن وكيل النيابة الأعلى، معتصم عبد الله محمود، أمر بتفتيش مقر إقامة البشير، وأشرف على العملية بواسطة فريق من القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية.
وأضافت أن عملية التفتيش أسفرت عن ضبط مبالغ مالية بلغت 351.770 دولارا، و6.697 يورو، و5 مليارات جنيه سوداني، وهي أرقام هائلة مقارنة باقتصاد السودان، في ظل انعدام السيولة في البنوك طوال الأشهر الماضية.
وأشارت إلى أن وكيل النيابة أمر بإيداع المبالغ خزينة البنك المركزي، وأمر بتقييد دعوى تحت المادتين (5/6) من قانون النقد الأجنبي، والمادة (35) من قانون غسل الأموال.
وبحسب المصدر ذاته، فإن النيابة أصدرت أمراً بالقبض على الرئيس المخلوع توطئة لاستجوابه، وإحالة البلاغ بأقرب فرصة للمحكمة.
في الأثناء، طلبت السلطات من أسرة البشير، بحسب الصحيفة المحلية نفسها، نقل ممتلكاتها من “بيت الضيافة” مقر الإقامة السابق.
وأفادت بأن ابن أخت البشير، ويدعى مصعب، أشرف على نقل الأثاث بسيارات أحضرها خصيصا لإنجاز المهمة، نقلت بعض الأثاث وحقائب الملابس إلى منازل الأسرة بمنطقة “كافوري” بالخرطوم بحري.
جدير بالذكر، أن الجيش السوداني عزل يوم 11 نيسان الجاري، الرئيس عمر البشير، عقب فترة حكم امتدت منذ العام 1989، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نوفمبر الماضي.
وشكل الجيش السودان مجلساً عسكرياً انتقالياً، وحدد فترة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.