كشفت مصادر صحفية عن توجه محتمل للحكومة السورية إلى شن عمل عسكري ضدّ قسد، بدعم تركي، بسبب مماطلتها في الانخراط بحل سلمي يضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وقد اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري وقوات قسد، على طرفي نهر الفرات، بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، في محافظة دير الزور بعد منتصف الليلة الماضية.
يأتي ذلك بعد أنباء عن حشود وتحركات للجيش السوري على الجبهات المواجهة لمناطق سيطرة قسد في ريف حلب، في استعداد لاشتباكات قد تندلع، وهو ما نفته وزارة الدفاع مؤكدة أن تحركاتها تلك طبيعية.
من جانبها نقلت صحيفة ميدل إيست آي، عن “مصادر إقليمية وأمنية”، في تقرير نشرته مساء أمس الأربعاء، أن مسؤولين أميركيين حذروا قسد من أن التحالف الدولي قد لا يستطيع حمايتهم إذا شن الجيش السوري هجوما عسكريا ما لم يلتزموا باتفاق 10 آذار، وأن الاستعدادات لعملية من هذا النوع اكتملت بالفعل.
ويرى الدكتور، محمود حمزة، المحلل السياسي السوري، في إفادته لموقع حلب اليوم، أن “قسد مثل نظام الأسد لن تقبل بحل سياسي سلمي وستظل تماطل حتى الآخر، فهناك حشودات واستعدادات عسكرية وحفر للأنفاق تحت الأرض في الحسكة ومناطق أخرى، وهي ترغب بتفجير الوضع عسكريًا”.
أما عن موقف الولايات المتحدة فقد لفت إلى أنها “بعثت رسالة واضحة لقسد بأن تتجه إلى دمشق، وطبعًا هذا مقابل أن تدعم الحكومة الأمريكية دمشق وتؤيد الرئيس أحمد الشرع، ولكن إلى جانب المحادثات مع الحكومة، تُعد قسد لحرب خطيرة جدًا قد تتسبب بسيل بحر من الدماء.. هؤلاء عصابة سيشعلون الحرب ويهربون إلى قنديل لأنهم لا يختلفون عن الهجري وفلول النظام وسيلاقون مصيرهم”.
وبحسب ميدل إيست، فإن المبعوث الأميركي توم باراك طلب من المسؤولين الأتراك مزيدا من الوقت للجهود الدبلوماسية والمفاوضات مع قسد، لكن أنقرة تقول إن القرار بيد الحكومة السورية، وتركيا جاهزة لتلبية أي طلب دعم، رغم أنها لن تتدخل بشكل مباشر.
ووقّع الرئيس السوري أحمد الشرع مذكرة تفاهم مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في آذار، وافق فيها مبدئيًا على الاندماج مع الجيش السوري، ونقل السيطرة على الحدود والمؤسسات الحكومية والسجون وحقول النفط والغاز إلى السلطات المركزية.
لكن قسد عادت لتغير موقفها وتطالب بالحكم الذاتي ونظام حكم لامركزي، لا سيما بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق وجنوب سوريا، وقال عبدي إنه يريد أن تبقى قوات سوريا الديمقراطية تحت هيكل قيادة منفصل.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوري، أمس الأربعاء، في أنقرة، حذّر هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي من أن صبر بلاده بدأ ينفد بعد فشل قسد في اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة المخاوف الأمنية التركية، وأشار بالقول إلى المقاتلين الأجانب الذين تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بطردهم: “نرى في الوقت الحاضر أن أعضاء قوات سوريا الديمقراطية القادمين من تركيا والعراق وإيران وأوروبا لم يغادروا سوريا.. على العكس من ذلك، نرى أنهم ينتظرون المشاكل المحتملة لتعظيم استفادتهم من جميع العمليات – سواء في دمشق أو أنقرة. لا ينبغي لهم أن يظنوا أننا لا نرى هذا؛ فنحن نراه”.
كما أكد أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى للحصول على مساعدة إسرائيلية للحفاظ على السيطرة على المناطق ذات الأغلبية العربية بالقوة والحفاظ على علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني، مضيفا: “في بيئة لا يتم فيها معالجة المخاوف الأمنية التركية، فليس لدينا أي وسيلة للبقاء هادئين هنا”.
وأفاد موقع ميدل إيست آي بأن تركيا والولايات المتحدة، منحوا قسد في اجتماع سابق مهلة 30 يومًا لتسريع عملية الانضمام إلى دمشق، ومن المقرر أن تنتهي هذه المهلة خلال أيام.
وكانت وزارتا الدفاع في سوريا وتركيا قد وقعتا أمس اتفاقية تعاون عسكري مشترك بين البلدين، وذلك في ختام زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى أنقرة.