انتقدت صحيفة الوطن الموالية للنظام، الخطاب الإيراني المتعلق بالحرب في سوريا، وتصريحات المسؤولين الإيرانيين تجاه الملف السوري، خصوصاً فيما يتعلق بالحديث عن أهمية الدور الإيراني واعتباره حاسماً في إنقاذ البلاد من تنظيم الدولة، بحسب الصحيفة.
وركز المقال الذي نشرته الصحيفة، أمس الاثنين، تحت عنوان ” عذراً علي أكبر ولايتي.. كان ليسقط العالم وسوريا لن تسقط”، على تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لقائد الثورة في إيران علي الخامنئي التي جاءت في مؤتمر «فالداي» للحوار في موسكو، والتي قال فيها إن حكومة بشار الأسد كانت ستسقُط خلالَ أسابيع لولا مساعدة إيران، ولو لم تكن إيران موجودة لكانت سوريا والعراق تحت سيطرة أبو بكر البغدادي.
واعتبر المقال أن هذه التصريحات تحمل مبالغةٌ اعتدنا على سماعِها من بعض وسائل الإعلام أو المحللين السياسيين الإيرانيين أو الذين يدورونَ جملةً وتفصيلاً في الفُلك الإيراني، بحسب الصحيفة
واستنكر المقال تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني في نيسان 2016خلال ندوة عن البيئة والدين والثقافة قال فيها إنه لولا الجمهورية الإسلامية، لسقطت دمشق وبغداد بيد تنظيم الدولة.
واتهم المقال طهران بأنها لم تؤيد نظام الأسد والرواية الرسمية منذ بداية الأحداث، مضيفة أن تناغم بين تركيا وإيران حصل عام 2013، كما انتقد المقال تسمية أكبر ولايتي للحكومة السورية بحكومة الأسد.
وعبر كاتب المقال عن استغرابه من أن ولايتي اعتبر أنه لولا مساعدة إيران لسقطت دمشق، لاسيما أنه قال سابقاً إن لايوجد قوات إيرانية في سوريا بل فقط خبراء عسكريون.
وأضاف: “ربما من الغريب أن نتحدث عن قيام مستشارين عسكريين بمنع سقوط دولتين، فالمستشار العسكري يملك أدواراً نظرية عن المعلومات والخطط والخياراتِ المتاحة لا أكثر، لكن في النهاية الصمود هو لمن يصمد في المعركة”.
وأشار إلى أن “المستشار لا يمكن له أن يمنع هزيمة أو يُنهي انتصاراً، هذه المفارقة ربما تسحب المصداقية من كلام ولايتي فإما أن الوجود الإيراني في سوريا يوازي فرقاً عسكرية وكتائب مؤللة وجحافل تبدأ من طهران وتنتهي بدمشق وهي حكماً ليست كذلك، أو أن كلامه دقيق لكن توصيفهُ لمقوماتِ الصمود لم يكن موفقاً على الإطلاق”.
وختم الكاتب مقالته بالقول: “من حق ولايتي أن يرى في دولتهِ محوراً لكلِّ ما يتحقق من انتصارات، ومن حقي كمجرد كاتب رأي أن أرى في بلدي صلةَ وصلٍ عابرةً للحدود لكل الأحرار والصابرين، لكن أرجوكم قبل أن يختصرَ أحدٌ ما لنفسهِ عدمَ سقوط سوريا، اطلبوا فقط من السوريين على كاملِ تراب الوطن أن يوشحوا صورَ شهدائِنا المنتشرة أمام المنازل بالسواد حتى لا نراها، عندها فقط سنصدق أن هناكَ في هذا العالم من هو صاحب الفضل الوحيد علينا بعدم السقوط”.