• الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #

متابعات من الغوطة..محاصرون في الأقبية والملاجئ بلاغذاء ولادواء

إعلان موول
720150
  • أخبار, سوريا
  • 2018/02/24
  • 3:10 م

وقت القراءة المتوقع: 6 دقائق

متابعات من الغوطة..محاصرون في الأقبية والملاجئ بلاغذاء ولادواء

في قبو تحت أحد المنازل المدمرة بالغوطة، تعالى صوت أحد الشيوخ القابعين في الظلام، بنفَس مقطوع ومتهالك كان يتساءل متى ستنعقد جلسة مجلس الأمن، “أديش لسا بدهن ليعدو بالمؤتمر؟!”. بعد صمت قصير، تشجع أحدهم ليردَّ على الشيخ: “بدهن لسا ربع ساعة..”، كان يريد طمأنته، لكن العجوز كان صبره قد نفد ليصرخ: “بدهن يموتونا بهل ربع ساعة لبين ما يجتمعوا!”.

نيفين، بنت الغوطة، المحاصَرة مع الشيخ وغيره في القبو والظلام، رأفت لحال الشيخ لتعلُّقه بأمل واهٍ، في نظرها؛ فإن من يقصفهم الآن من الطيارين الروسيين هم من سيجتمع أقرباؤهم للدفاع عن مصالحهم هناك في نيويورك.

واضطر أهالي الغوطة إلى الاختباء من جديد في أقبية المنزل لليوم السادس على التوالي، بعد موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية بلا هوادة، الجمعة 23 فبراير/شباط 2018، وذلك قبل تصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار مدة 30 يوماً بأنحاء البلاد؛ لإنهاء واحدة من أعنف حملات القصف خلال الحرب.

في إحدى زوايا منزلهم المظلم، تختبئ “ورد” بدورها رفقة بعض أقربائها، فرشوا الأغطية على الأرض المتربة بغبار القصف والدمار، وحاولوا تلطيف الأجواء على الأطفال بقص بعض الحكايات عليهم، حكايات أبطال زمان التي ينتصر فيها الخير على الشر والأمل على اليأس.

نام الأطفال بصعوبة، كما تكتب الناشطة الإعلامية “ورد”، لكن أصوات الصواريخ والمدافع ما زالت تجعل أجسادهم الفتيَّة ترتجف وهم مُغمضو الأعين، “طفلي يئنُّ أمامي وهو منهَك من التعب.. لقد تعب قلبه من الخوف”.

عائلة “ورد” فرَّقها القصف المتواصل، البعض بقي معها في ركن المنزل الذي هي فيه، والبعض الآخر اختبأ بمكان آخر، ورغم قرب المسافة بينهما فإنها لا تستطيع الخروج والاطمئنان عليهم؛ فأصوات الطائرات وقذائفها لم تفارقهم منذ الصباح، كما تضيف: “مع كل غارة نلفظ الشهادة.. الجميع تخلى عنا إلا الله”.

ليل الخميس 22 فبراير/شباط 2018، اعتقد أهالي الغوطة الشرقية أنهم سينعمون أخيراً ببعض الراحة، ورغم الظلام وانقطاع الكهرباء والغبار في كل مكان، فقد تفاءلت “نيفين” وفي اعتقادها أنها أخيراً ستنام.

تفاؤل سكان القبو تبخَّر سريعاً، جاء صوت راجمة صواريخ ليدمر كل آمالهم، اشتد القصف وتعالى أكثر من الليالي الماضية كما تصف “نيفين”، القصف كان قريباً جداً منهم، والقذائف تسقط بعشوائية بالقرب منهم.

“ما هان عليهم نتهنى بهي اللحظة، لحظة سكون ما كملت معنا”، علقت “نيفين” بحسرة، كانت تسمع أصواتاً هامسة حولها ولا تميِّز من يتكلم، بعض النساء كنَّ يدعين الله ليلطف بهم، وتعالى صوت طفل، قائلاً بإخلاص: “الله يكسر أيديه”، كان يظن أنه إذا دعا على من يقصف فإنه سيتوقف، من صوته بدا أنه خائف، ليردَّ عليه طفل آخر: “لا تخف.. بعيدين عنا”.

“ولد عم يطمن ولد..!” تُعلِّق “نيفين”.

أهالي الغوطة كانوا يُعلِّقون آمالهم على اجتماع مجلس الأمن الجمعة 23 فبراير/شباط 2018، للاتفاق على هدنة، ويترقب الجميع موقف موسكو، في ظل تساؤلات بشأن ما إذا كانت روسيا، حليفة الأسد، والتي تملك حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، ستدعم مشروع الهدنة بالمجلس أم ستعرقله أم تسعى لتخفيفه بطريقة تسمح باستمرار القصف.

لكن الزمان يمر على المحاصَرين تحت الأنقاض ثقيلاً خانقاً للأنفاس، يتساءل أحد الموجودين: ما اليوم؟ لم يكن أحد منهم يعرف الجواب عن هذا السؤال البسيط، كما تكتب “نيفين” على صفحتها حينما تنجح في تدبير وسيلة لشحن هاتفها، أحدهم أجاب: “اليوم الثلاثاء”، في حين خمَّن آخر أنه الخميس، وثالث أكد أنه الجمعة!

الحقيقة أن لا أحد يعرف “عم يمر الزمن طويل كتير، ونحنا مفصولين عن العالم الخارجي”، تقول “نيفين”.

بعد يـأسهم من هدنة مرتقبة، نام أغلب الموجودين في القبو، والباقون كانوا يحاولون أن يناموا بأي ثمن، وفجأة تعالى صوت طائرة ألقت قذائفها؛ صواريخ وبراميل متفجرة.

أصوات البراميل تهز قلوب المحاصرين وتسبب لهم ارتفاع ضغط الأذن وانسدادها، صاروا كل مرة يقومون ببعض الحيل التي تعلَّموها بدرس العلوم في المدرسة، يفتحون أفواهم كلياً؛ لتخفيف الضغط عن الأذن، في مشهد مسرحي يفتح كل من في الغرفة فمه.

فجأة، يأتي صوت عجوز بالقبو يتساءل بحيرة: “معقول يكون في حولينا إرهابية، بس نحنا يلي مو عارفين؟!”.

 

ووسط تساؤل الشيخ وحيرته، تشعر “نيفين” بأن حياتها تبعثرت، قصة الإرهابيين في نظرها مجرد مسرحية سخيفة يلعبها النظام؛ لأن طائراته وصواريخه تستهدف بيوتهم، لتدمر ما تبقى من حياتهم، “ذكريات كتير منتورة بين الأغراض.. صور موجعة لآثار القصف، مافيني أعرضها”.

وفي مكان آخر، كانت “نيفين” تشعر بالنعاس الشديد، لكنها لا تستطيع النوم، ليس بسبب أرض القبو القاسية والباردة، وإنما بسبب الخوف.. بالها مشغول بالغد.. تتساءل عن مصيرهم ومصير الغوطة: “هل سأنجو مع أهلي وعائلتي وأفرح بلقائهم من جديد؟ أم سأفارقهم بصمت دون وداع؟”.

 

المصدر: huffpostarabi

إعلان موول
720150
19
المشاهدات

أحدث المقالات

وزارة العدل تعيد تشكيل لجنة للنظر في قرارات الاستيلاء على أملاك السوريين

وزارة العدل تعيد تشكيل لجنة للنظر في قرارات الاستيلاء على أملاك السوريين

2025-07-03
ما أهم المعايير المطلوبة لدعم الليرة السورية؟

استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار

2025-07-03
محلل سياسي سوري: لعملية ترسيم الحدود مع لبنان محاسن خاصة

محلل سياسي سوري: لعملية ترسيم الحدود مع لبنان محاسن خاصة

2025-07-02

الأكثر قراءة

مسؤول حكومي: السيارات الكثيرة أصبحت عبئا على البنية التحتية والاقتصاد المحلي

مسؤول حكومي: السيارات الكثيرة أصبحت عبئا على البنية التحتية والاقتصاد المحلي

2025-07-01
وزارة الاقتصاد تمنع استيراد السيارات المستعملة

وزارة الاقتصاد تمنع استيراد السيارات المستعملة

2025-06-30
توماس باراك: يجب حل قسد ودمجها مع مؤسسات الدولة

توماس باراك: يجب حل قسد ودمجها مع مؤسسات الدولة

2025-06-30

متابعات من الغوطة..محاصرون في الأقبية والملاجئ بلاغذاء ولادواء

  • أخبار, سوريا
  • فبراير 24, 2018
  • 3:10 م

وقت القراءة المتوقع: 6 دقائق

متابعات من الغوطة..محاصرون في الأقبية والملاجئ بلاغذاء ولادواء

في قبو تحت أحد المنازل المدمرة بالغوطة، تعالى صوت أحد الشيوخ القابعين في الظلام، بنفَس مقطوع ومتهالك كان يتساءل متى ستنعقد جلسة مجلس الأمن، “أديش لسا بدهن ليعدو بالمؤتمر؟!”. بعد صمت قصير، تشجع أحدهم ليردَّ على الشيخ: “بدهن لسا ربع ساعة..”، كان يريد طمأنته، لكن العجوز كان صبره قد نفد ليصرخ: “بدهن يموتونا بهل ربع ساعة لبين ما يجتمعوا!”.

نيفين، بنت الغوطة، المحاصَرة مع الشيخ وغيره في القبو والظلام، رأفت لحال الشيخ لتعلُّقه بأمل واهٍ، في نظرها؛ فإن من يقصفهم الآن من الطيارين الروسيين هم من سيجتمع أقرباؤهم للدفاع عن مصالحهم هناك في نيويورك.

واضطر أهالي الغوطة إلى الاختباء من جديد في أقبية المنزل لليوم السادس على التوالي، بعد موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية بلا هوادة، الجمعة 23 فبراير/شباط 2018، وذلك قبل تصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار مدة 30 يوماً بأنحاء البلاد؛ لإنهاء واحدة من أعنف حملات القصف خلال الحرب.

في إحدى زوايا منزلهم المظلم، تختبئ “ورد” بدورها رفقة بعض أقربائها، فرشوا الأغطية على الأرض المتربة بغبار القصف والدمار، وحاولوا تلطيف الأجواء على الأطفال بقص بعض الحكايات عليهم، حكايات أبطال زمان التي ينتصر فيها الخير على الشر والأمل على اليأس.

نام الأطفال بصعوبة، كما تكتب الناشطة الإعلامية “ورد”، لكن أصوات الصواريخ والمدافع ما زالت تجعل أجسادهم الفتيَّة ترتجف وهم مُغمضو الأعين، “طفلي يئنُّ أمامي وهو منهَك من التعب.. لقد تعب قلبه من الخوف”.

عائلة “ورد” فرَّقها القصف المتواصل، البعض بقي معها في ركن المنزل الذي هي فيه، والبعض الآخر اختبأ بمكان آخر، ورغم قرب المسافة بينهما فإنها لا تستطيع الخروج والاطمئنان عليهم؛ فأصوات الطائرات وقذائفها لم تفارقهم منذ الصباح، كما تضيف: “مع كل غارة نلفظ الشهادة.. الجميع تخلى عنا إلا الله”.

ليل الخميس 22 فبراير/شباط 2018، اعتقد أهالي الغوطة الشرقية أنهم سينعمون أخيراً ببعض الراحة، ورغم الظلام وانقطاع الكهرباء والغبار في كل مكان، فقد تفاءلت “نيفين” وفي اعتقادها أنها أخيراً ستنام.

تفاؤل سكان القبو تبخَّر سريعاً، جاء صوت راجمة صواريخ ليدمر كل آمالهم، اشتد القصف وتعالى أكثر من الليالي الماضية كما تصف “نيفين”، القصف كان قريباً جداً منهم، والقذائف تسقط بعشوائية بالقرب منهم.

“ما هان عليهم نتهنى بهي اللحظة، لحظة سكون ما كملت معنا”، علقت “نيفين” بحسرة، كانت تسمع أصواتاً هامسة حولها ولا تميِّز من يتكلم، بعض النساء كنَّ يدعين الله ليلطف بهم، وتعالى صوت طفل، قائلاً بإخلاص: “الله يكسر أيديه”، كان يظن أنه إذا دعا على من يقصف فإنه سيتوقف، من صوته بدا أنه خائف، ليردَّ عليه طفل آخر: “لا تخف.. بعيدين عنا”.

“ولد عم يطمن ولد..!” تُعلِّق “نيفين”.

أهالي الغوطة كانوا يُعلِّقون آمالهم على اجتماع مجلس الأمن الجمعة 23 فبراير/شباط 2018، للاتفاق على هدنة، ويترقب الجميع موقف موسكو، في ظل تساؤلات بشأن ما إذا كانت روسيا، حليفة الأسد، والتي تملك حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، ستدعم مشروع الهدنة بالمجلس أم ستعرقله أم تسعى لتخفيفه بطريقة تسمح باستمرار القصف.

لكن الزمان يمر على المحاصَرين تحت الأنقاض ثقيلاً خانقاً للأنفاس، يتساءل أحد الموجودين: ما اليوم؟ لم يكن أحد منهم يعرف الجواب عن هذا السؤال البسيط، كما تكتب “نيفين” على صفحتها حينما تنجح في تدبير وسيلة لشحن هاتفها، أحدهم أجاب: “اليوم الثلاثاء”، في حين خمَّن آخر أنه الخميس، وثالث أكد أنه الجمعة!

الحقيقة أن لا أحد يعرف “عم يمر الزمن طويل كتير، ونحنا مفصولين عن العالم الخارجي”، تقول “نيفين”.

بعد يـأسهم من هدنة مرتقبة، نام أغلب الموجودين في القبو، والباقون كانوا يحاولون أن يناموا بأي ثمن، وفجأة تعالى صوت طائرة ألقت قذائفها؛ صواريخ وبراميل متفجرة.

أصوات البراميل تهز قلوب المحاصرين وتسبب لهم ارتفاع ضغط الأذن وانسدادها، صاروا كل مرة يقومون ببعض الحيل التي تعلَّموها بدرس العلوم في المدرسة، يفتحون أفواهم كلياً؛ لتخفيف الضغط عن الأذن، في مشهد مسرحي يفتح كل من في الغرفة فمه.

فجأة، يأتي صوت عجوز بالقبو يتساءل بحيرة: “معقول يكون في حولينا إرهابية، بس نحنا يلي مو عارفين؟!”.

 

ووسط تساؤل الشيخ وحيرته، تشعر “نيفين” بأن حياتها تبعثرت، قصة الإرهابيين في نظرها مجرد مسرحية سخيفة يلعبها النظام؛ لأن طائراته وصواريخه تستهدف بيوتهم، لتدمر ما تبقى من حياتهم، “ذكريات كتير منتورة بين الأغراض.. صور موجعة لآثار القصف، مافيني أعرضها”.

وفي مكان آخر، كانت “نيفين” تشعر بالنعاس الشديد، لكنها لا تستطيع النوم، ليس بسبب أرض القبو القاسية والباردة، وإنما بسبب الخوف.. بالها مشغول بالغد.. تتساءل عن مصيرهم ومصير الغوطة: “هل سأنجو مع أهلي وعائلتي وأفرح بلقائهم من جديد؟ أم سأفارقهم بصمت دون وداع؟”.

 

المصدر: huffpostarabi

19
المشاهدات

أحدث المقالات

وزارة العدل تعيد تشكيل لجنة للنظر في قرارات الاستيلاء على أملاك السوريين

وزارة العدل تعيد تشكيل لجنة للنظر في قرارات الاستيلاء على أملاك السوريين

2025-07-03
ما أهم المعايير المطلوبة لدعم الليرة السورية؟

استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار

2025-07-03
محلل سياسي سوري: لعملية ترسيم الحدود مع لبنان محاسن خاصة

محلل سياسي سوري: لعملية ترسيم الحدود مع لبنان محاسن خاصة

2025-07-02

الأكثر قراءة

مسؤول حكومي: السيارات الكثيرة أصبحت عبئا على البنية التحتية والاقتصاد المحلي

مسؤول حكومي: السيارات الكثيرة أصبحت عبئا على البنية التحتية والاقتصاد المحلي

2025-07-01
وزارة الاقتصاد تمنع استيراد السيارات المستعملة

وزارة الاقتصاد تمنع استيراد السيارات المستعملة

2025-06-30
توماس باراك: يجب حل قسد ودمجها مع مؤسسات الدولة

توماس باراك: يجب حل قسد ودمجها مع مؤسسات الدولة

2025-06-30

متابعات من الغوطة..محاصرون في الأقبية والملاجئ بلاغذاء ولادواء

  • أخبار, سوريا
  • فبراير 24, 2018
  • 3:10 م
متابعات من الغوطة..محاصرون في الأقبية والملاجئ بلاغذاء ولادواء

في قبو تحت أحد المنازل المدمرة بالغوطة، تعالى صوت أحد الشيوخ القابعين في الظلام، بنفَس مقطوع ومتهالك كان يتساءل متى ستنعقد جلسة مجلس الأمن، “أديش لسا بدهن ليعدو بالمؤتمر؟!”. بعد صمت قصير، تشجع أحدهم ليردَّ على الشيخ: “بدهن لسا ربع ساعة..”، كان يريد طمأنته، لكن العجوز كان صبره قد نفد ليصرخ: “بدهن يموتونا بهل ربع ساعة لبين ما يجتمعوا!”.

نيفين، بنت الغوطة، المحاصَرة مع الشيخ وغيره في القبو والظلام، رأفت لحال الشيخ لتعلُّقه بأمل واهٍ، في نظرها؛ فإن من يقصفهم الآن من الطيارين الروسيين هم من سيجتمع أقرباؤهم للدفاع عن مصالحهم هناك في نيويورك.

واضطر أهالي الغوطة إلى الاختباء من جديد في أقبية المنزل لليوم السادس على التوالي، بعد موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية بلا هوادة، الجمعة 23 فبراير/شباط 2018، وذلك قبل تصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار مدة 30 يوماً بأنحاء البلاد؛ لإنهاء واحدة من أعنف حملات القصف خلال الحرب.

في إحدى زوايا منزلهم المظلم، تختبئ “ورد” بدورها رفقة بعض أقربائها، فرشوا الأغطية على الأرض المتربة بغبار القصف والدمار، وحاولوا تلطيف الأجواء على الأطفال بقص بعض الحكايات عليهم، حكايات أبطال زمان التي ينتصر فيها الخير على الشر والأمل على اليأس.

نام الأطفال بصعوبة، كما تكتب الناشطة الإعلامية “ورد”، لكن أصوات الصواريخ والمدافع ما زالت تجعل أجسادهم الفتيَّة ترتجف وهم مُغمضو الأعين، “طفلي يئنُّ أمامي وهو منهَك من التعب.. لقد تعب قلبه من الخوف”.

عائلة “ورد” فرَّقها القصف المتواصل، البعض بقي معها في ركن المنزل الذي هي فيه، والبعض الآخر اختبأ بمكان آخر، ورغم قرب المسافة بينهما فإنها لا تستطيع الخروج والاطمئنان عليهم؛ فأصوات الطائرات وقذائفها لم تفارقهم منذ الصباح، كما تضيف: “مع كل غارة نلفظ الشهادة.. الجميع تخلى عنا إلا الله”.

ليل الخميس 22 فبراير/شباط 2018، اعتقد أهالي الغوطة الشرقية أنهم سينعمون أخيراً ببعض الراحة، ورغم الظلام وانقطاع الكهرباء والغبار في كل مكان، فقد تفاءلت “نيفين” وفي اعتقادها أنها أخيراً ستنام.

تفاؤل سكان القبو تبخَّر سريعاً، جاء صوت راجمة صواريخ ليدمر كل آمالهم، اشتد القصف وتعالى أكثر من الليالي الماضية كما تصف “نيفين”، القصف كان قريباً جداً منهم، والقذائف تسقط بعشوائية بالقرب منهم.

“ما هان عليهم نتهنى بهي اللحظة، لحظة سكون ما كملت معنا”، علقت “نيفين” بحسرة، كانت تسمع أصواتاً هامسة حولها ولا تميِّز من يتكلم، بعض النساء كنَّ يدعين الله ليلطف بهم، وتعالى صوت طفل، قائلاً بإخلاص: “الله يكسر أيديه”، كان يظن أنه إذا دعا على من يقصف فإنه سيتوقف، من صوته بدا أنه خائف، ليردَّ عليه طفل آخر: “لا تخف.. بعيدين عنا”.

“ولد عم يطمن ولد..!” تُعلِّق “نيفين”.

أهالي الغوطة كانوا يُعلِّقون آمالهم على اجتماع مجلس الأمن الجمعة 23 فبراير/شباط 2018، للاتفاق على هدنة، ويترقب الجميع موقف موسكو، في ظل تساؤلات بشأن ما إذا كانت روسيا، حليفة الأسد، والتي تملك حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، ستدعم مشروع الهدنة بالمجلس أم ستعرقله أم تسعى لتخفيفه بطريقة تسمح باستمرار القصف.

لكن الزمان يمر على المحاصَرين تحت الأنقاض ثقيلاً خانقاً للأنفاس، يتساءل أحد الموجودين: ما اليوم؟ لم يكن أحد منهم يعرف الجواب عن هذا السؤال البسيط، كما تكتب “نيفين” على صفحتها حينما تنجح في تدبير وسيلة لشحن هاتفها، أحدهم أجاب: “اليوم الثلاثاء”، في حين خمَّن آخر أنه الخميس، وثالث أكد أنه الجمعة!

الحقيقة أن لا أحد يعرف “عم يمر الزمن طويل كتير، ونحنا مفصولين عن العالم الخارجي”، تقول “نيفين”.

بعد يـأسهم من هدنة مرتقبة، نام أغلب الموجودين في القبو، والباقون كانوا يحاولون أن يناموا بأي ثمن، وفجأة تعالى صوت طائرة ألقت قذائفها؛ صواريخ وبراميل متفجرة.

أصوات البراميل تهز قلوب المحاصرين وتسبب لهم ارتفاع ضغط الأذن وانسدادها، صاروا كل مرة يقومون ببعض الحيل التي تعلَّموها بدرس العلوم في المدرسة، يفتحون أفواهم كلياً؛ لتخفيف الضغط عن الأذن، في مشهد مسرحي يفتح كل من في الغرفة فمه.

فجأة، يأتي صوت عجوز بالقبو يتساءل بحيرة: “معقول يكون في حولينا إرهابية، بس نحنا يلي مو عارفين؟!”.

 

ووسط تساؤل الشيخ وحيرته، تشعر “نيفين” بأن حياتها تبعثرت، قصة الإرهابيين في نظرها مجرد مسرحية سخيفة يلعبها النظام؛ لأن طائراته وصواريخه تستهدف بيوتهم، لتدمر ما تبقى من حياتهم، “ذكريات كتير منتورة بين الأغراض.. صور موجعة لآثار القصف، مافيني أعرضها”.

وفي مكان آخر، كانت “نيفين” تشعر بالنعاس الشديد، لكنها لا تستطيع النوم، ليس بسبب أرض القبو القاسية والباردة، وإنما بسبب الخوف.. بالها مشغول بالغد.. تتساءل عن مصيرهم ومصير الغوطة: “هل سأنجو مع أهلي وعائلتي وأفرح بلقائهم من جديد؟ أم سأفارقهم بصمت دون وداع؟”.

 

المصدر: huffpostarabi

أحدث المقالات

وزارة العدل تعيد تشكيل لجنة للنظر في قرارات الاستيلاء على أملاك السوريين

وزارة العدل تعيد تشكيل لجنة للنظر في قرارات الاستيلاء على أملاك السوريين

2025-07-03
ما أهم المعايير المطلوبة لدعم الليرة السورية؟

استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار

2025-07-03
محلل سياسي سوري: لعملية ترسيم الحدود مع لبنان محاسن خاصة

محلل سياسي سوري: لعملية ترسيم الحدود مع لبنان محاسن خاصة

2025-07-02

الأكثر قراءة

مسؤول حكومي: السيارات الكثيرة أصبحت عبئا على البنية التحتية والاقتصاد المحلي

مسؤول حكومي: السيارات الكثيرة أصبحت عبئا على البنية التحتية والاقتصاد المحلي

2025-07-01
وزارة الاقتصاد تمنع استيراد السيارات المستعملة

وزارة الاقتصاد تمنع استيراد السيارات المستعملة

2025-06-30
توماس باراك: يجب حل قسد ودمجها مع مؤسسات الدولة

توماس باراك: يجب حل قسد ودمجها مع مؤسسات الدولة

2025-06-30

تردد البث الفضائي:

NILESAT
HD  12688-27500/V عامودي

SD  11555-27500/V عامودي

  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع
  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع

جميع الحقوق محفوظة لقناة حلب اليوم

All Rights Reserved © 2025

تردد البث الفضائي:

NILESAT

SD  11559-27500/V عامودي

  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع
  • من نحن
  • مراسلونا
  • منصاتنا
  • البث الحي
  • وظائف شاغرة
  • شركاؤنا
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية
  • الإبلاغ عن سلوك غير مشروع

جميع الحقوق محفوظة لقناة حلب اليوم

All Rights Reserved © 2025

Facebook Youtube Instagram Tiktok Rss

Add New Playlist

لا توجد نتائج
رؤية كل النتائج
  • الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
  • رأي
  • البث الحي
  • HT ON #