المنشد هيثم الحلبي
في ذكرى الثورة السورية الثامنة ومع دخولها عامها التاسع، أطلّ الفنان “هيثم الحلبي” على السوريين بعمل فنيّ جديد، حمل اسم “حكاية ثورة”.
وافتتح العمل الذي حمل توقيع الشاعر “ظافر الصدقة”، الحديث عن مدينة إدلب التي أصبحت قبلة الثائرين الذين هجّرهم نظام الأسد وروسيا، حيث قال:
إدلب جمعت كل حبابا *** ما متلا ضمّ الملهوف
حمص القلعة الهدّو بوابا *** داريّا الكرم المقطوف
إدلب ما بتخذل أحبابا *** إدلب مافي عندا ضيوف
الشهباء اللي سرقوا شهابا ***جسر الدير الصّار رفوف
وحمل هذا العمل الفنيّ الذي جاء في اثنتي عشرة دقيقة، رسائل للسوريين، لخّص فيه الشاعر قصة الثورة السورية منذ أيامها الأولى، كيف بدأت، وكيف تم تشويهها وسرقتها من قبل طلاب الشهرة والسلطة، ومحتكري الدّين، إضافة للعديد من الرسائل من أبرزها: نبذ الطائفية والتفرقة بين شرائح المجتمع ومكوّناته.
وفي تعليق له على العمل: قال الفنان “هيثم الحلبي” في تصريح خاص لقناة حلب اليوم: “إن الركود الفنّي وخلوّ الساحة من عمل يعبّر عن مشاعر السوريين ويواكب المرحلة الحاليّة التي آلت إليها الثورة وأبناؤها، كان الدّافع الأبرز لإصدار هذا العمل، ومن المؤسف أن الأعمال القليلة النادرة التي نسمعها ونراها بين الحين والآخر، لا تتجاوز شعارات الثورة الأولى وآلامها”، حسب قوله.
وأضاف “الحلبي”: “علينا أن نواكب متغيّرات الثورة ومطالبها وهموم أبنائها، فالثورة لأجل الشعب والشعب هو الثورة، وأي انسلاخ عن الشعب، يجعل من الثورة حبراً على ورق وشعارات نتناقلها ونزيّن بها صفحاتنا وجلساتنا فقط!”.
ووجه “الحلبي” رسالة إلى فناني الثورة، ناشدهم فيها باستعادة زمام المبادرة، وعدم التخلي عن رسالتهم والأمانة التي حمّلهم الشعب إياها، فهم صوته وحنجرته ورئته التي يتنفس بها، مذكراً إيّاهم بالقاشوش وغيره، والأثر الكبير الذي تركته أصواتهم.
من جانبه، قال الشاعر “ظافر الصدقة” المقيم في مدينة “كاستركم” بهولندا، في تصريح خاص لحلب اليوم بأن: “الثورة ثورة فكر، وثورة بلا فكر تتحول إلى فوضى عارمة، الشعب السوري شعب واعٍ متجذر بالأرض والحضارة منذ آلاف السنين، لكن العصابة الحاكمة عملت على تجريف العقول وإفراغ المجتمع السوري من الفكر المتعدد، وللأسف نجحت بذلك من خلال عمل ممنهج استمر خمسين عاماً، كما نجحت بالتفريق بين أبناء الوطن الواحد، أردناها ثورة شاملة تهدم تلك الأخلاق والأفكار الدخيلة على مجتمعنا، أردناها ثورة عارمة تعيد بناء سورية العظيمة بقيمها ومبادئها وقيم الإنسان فيها”.
وتابع الشاعر “الصدقة”: “الثورة السورية العظيمة تستحق فنّاً ثورياًّ يرقى لمستوى تضحيات أبنائها ويخاطب العالم باسمها، هذا العمل محاولة متواضعة لإحياء روح الثورة والتذكير بمبادئها وتضحيات أبنائها”.
ولعلّ هذه الكلمات تعدّ الأجرأ في فن الثورة، حيث حملت في طيّاتها نقداً بنّاءً راقياً ذكّر السوريين بقيم وأهداف الثورة ووضع اليد على الجرح دون خجل، في محاولة جريئة فعلاً لتشخيص المرض والبحث عن علاج ناجع.