نشر مرصد مضيق البوسفور عبر “تويتر”، في 14 من آذار الحالي، صورًا للغواصة الروسية “كراسنودار” في أثناء عبورها البوسفور، باتجاه البحر المتوسط.
وأشار المرصد أن السفينة الكبيرة المضادة للغواصات التابعة للأسطول الشمالي “سيفيرومورسك”، تلت الغواصة في العبور، بعدما بقيت السفينة مدة شهرين في سيفاستوبول، في حادثة تعتبر تاريخية بعد توقيع معاهدة مونترو في عام 1936.
ووصف المرصد عبور الغواصة بـ “اللحظة التاريخية”، وربما للمرة الأولى منذ معاهدة مونترو، مشيرًا إلى أن المادة 12 من المعاهدة تسمح فقط لغواصات الدول المشاطئة للبحر الأسود لعبور مضيق البوسفور، وفقط للإصلاحات.
ولفتت وكالة سبوتنيك إلى أن «سيفيرومورسك» كانت تلحق بالغواصة الروسية التي تعمل بالكهرباء والديزل «كراسنودار» في مضيق البوسفور، والتي كانت تتجه من البحر الأسود إلى مرمرة، حيث عبرت الغواصة إسطنبول، كما هو مطلوب بموجب القواعد، برفقة سفينة تركية.
وسبق أن عبرت مفرزة من سفن الأسطول الشمالي، بقيادة الفرقاطة الصاروخية الجديدة «الأدميرال غورشكوف»، في 15 آذار الجاري مضيق صقلية في إيطاليا ودخلت الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
وتعتبر هذه التحركات تعزيزاً للتواجد الروسي في المتوسط حيث تمتلك روسيا قاعدة للدعم البحري في طرطوس.
وسبق أن شاركت سفن البحرية الروسية في عمليات عسكرية في سورية، وخاصةً في عام 2017، حيث شنت ضربات صاروخية على أهداف لتنظيم الدولة، وأخرى على الشمال السوري المحرر، وتتكون المجموعة الروسية في البحر المتوسط المتواجدة بشكل دائم، من نحو 15 سفينة حربية وسفن دعم.
وتدعم معاهده مونترو، تنظم حركة المرور عبر مضايق البحر الأسود للسفن التجارية في أوقات السلم والحرب، ودخلت اتفاقية مونترو حيز التنفيذ في تشرين الثاني 1936 بعد توقيعها في سويسرا.
وشاركت فيها عدة دول بينها الاتحاد السوفياتي وتركيا وبريطانيا وفرنسا واليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا واليابان وأستراليا.
وتحمل معاهدة مونترو أهمية كبرى بالنسبة لتركيا لكون بنودها تحدد عدد السفن الحربية والتجارية التي ستمر من المضائق التركية، وأنواعها، ووزن الحمولة المسموحة لها.
وتتيح الاتفاقية تسهيلات للدول المطلة البحر الأسود، إذ تسمح لها بتواجد وإنشاء سفن حربية على مياهه، لكنها مضطرة أيضًا لإعلام الجانب التركي قبل فترة محددة من مرور سفنها الحربية من المضائق، إذ يجب أن يكون الحد الأقصى للسفن المارة من المضيق في نفس الوقت 9 سفن، ويجب أن يبلغ الحد الأقصى لحمولتها مجتمعة 15 ألف طن.
كما تشترط المعاهدة على الدول المطلة على البحر الأسود، في حال كانت تريد مرور غواصاتها من المضيق، إخبار تركيا بذلك أولًا، على أن تمر منه خلال ساعات النهار والظهور على سطح المياه وقت العبور.
وتفرض المعاهدة أيضًا عددًا من القيود على الدول الغير المطلة على البحر الأسود، إذ يجب ألا يزيد وزن حمولتها 45 ألف طن، شريطة ألا يتجاوز وزن السفن التابعة لدولة واحدة فقط ثلثي هذا الرقم.
ومنذ بدء العمل بالاتفاقية ظهرت خلافات بين عدد من الدول الموقعة عليها، وخاصة بين موسكو وأنقرة.
وفي عام 2015 استدعت أنقرة السفير الروسي لديها، احتجاجًا على قيام أحد الجنود وكان على متن سفينة روسية بحمل قاذفة صواريخ في وضعية الإطلاق أثناء مرور السفينة بمضيق البوسفور، الأمر الذي اعتبرته تركيا بأنه استفزاز ومخالفة بنود الاتفاقية.
https://twitter.com/YorukIsik/status/1106190507909222400?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1106190520081092609&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.enabbaladi.net%2Farchives%2F287697
https://twitter.com/YorukIsik/status/1106190520081092609?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1106190520081092609&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.enabbaladi.net%2Farchives%2F287697