كشف تقرير صحفي عن تعثر جهود شيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، في تشكيل “جيش” خاص بالمحافظة، بهدف ضم جميع الميليشيات والمجموعات المسلحة تحت مظلته.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن عملية البدء بتشكيل ما يُسمى “الجيش الموحّد” في محافظة السويداء، لم تلق حماساً لدى مجموعات محلية كبرى للانضمام إليه، بسبب عدم وضوح ماهية “الجيش”، كما قال منتقدون إن التشكيل الجديد لن يكون له على الأرجح أي مستقبل كونه سيقتصر على أفراد من الطائفة الدرزية.
وكانت عدة فصائل قد أعلنت انخراطها ضمن “الجيش” المزعوم، وقالت “مصادر معارضة للهجري” إن “الجيش الموحّد” هو ذاته “الحرس الوطني” الذي كان يتم العمل على تشكيله منذ أشهر، حيث يحاول حالياً جمع الميليشيات تحت إدارة واحدة.
وأكدت المصادر أن هذه المحاولة ستكون فاشلة، وأنها تعتمد على ضباط سابقين كانوا يخدمون في جيش نظام بشار الأسد المخلوع، وقد كان “الحرس الوطني”، في بداية تشكيله، يعتمد على ما يُعرف بـ”المجلس العسكري في السويداء” الذي كانت مواقف زعيمه العقيد المنشق طارق الشوفي مؤيدة لسياسات الهجري، لكن خلافات نشبت أخيراً بين الطرفين كما يبدو، ثم تطورت إلى خطف مسلحين للشوفي قبل أن تتدخل فصائل لتأمين الإفراج عنه.
وأوضحت المصادر ذاتها أن “الحرس الوطني” والميليشيات الموالية للهجري أبعدوا “المجلس العسكري” عن مسألة تشكيل “الجيش الموحّد”، مشيرةً إلى أن مؤيدين للهجري توجهوا إلى قرى في المحافظة لإقناع الفصائل الناشطة فيها بالانضمام إليهم، حيث أن الشباب يتم إغراؤهم للتطوع في التشكيل الجديد براتب شهري مقداره 300 دولار أميركي، موضحةً أن عدداً كبيراً من الشباب سجلوا أسماءهم للتطوع لكن كثيرين منهم تراجعوا لاحقاً لأنه لم يُدفع للمتطوعين سوى راتب الشهر الأول منذ تشكيل “الحرس الوطني”.
وقالت المصادر المعارضة للهجري إن بعض الفصائل التي انضمت إلى “الجيش الموحّد” كانت مرتبطةً بجهاز الأمن العسكري التابع لنظام الأسد، وإن مقاتليها متهمون بارتكاب تعديات وسرقات والتورط في عمليات خطف في السويداء، كما ذكرت مصادر في مدينة السويداء تربطها علاقات مع ميليشيات انضمت إلى “الجيش الموحّد” إن عدد مقاتلي هذا التشكيل الجديد بات يقدر بما بين 4 – 5 آلاف مقاتل، لكن مصادر أخرى قالت إن هذا الرقم مبالغ فيه، إذ إن الفصائل التي انضوت في إطاره قليلة ولا يتجاوز عدد أفراد كل واحد منها 20 مقاتلاً.
وكانت “الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية” قد أعلنت تشكيل ما تسمى “اللجنة القانونية العليا” و”لجان للإدارة المحلية” في السويداء، الشهر الماضي، كما أعلنت مطلع الشر الحالي تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة وتعيين قائد للأمن الداخلي، فيما تطالب مجموعات الهجري بالانفصال والانضمام لإسرائيل.