تفتح التطورات المتسارعة في ريف حماة الشرقي وإدلب الجنوبي باب التساؤلات على مصراعيه بحثاً عن حقيقة ما يجري على الأرض ومن يقف ورائه.
فهيئة تحرير الشام التي قضت على العديد من الفصائل وأبعدت آلاف المقاتلين عن معارك إدلب تُوجه إليها اليوم أصابع الاتهام بالمسؤولية عما يحدث في إدلب، حيث اتهمت قوى وفعاليات ثورية في بيان لها الهيئة بتسهيل مهمة نظام الأسد وحلفائه بالتقدم في أرياف حماة وإدلب.
ومن بين هؤلاء “مصطفى سيجري” رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم الذي اتهم في سلسلة منشورات على معرفه الشخصي في موقع فسيبوك، هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني بما وصفه بالغدر، وتسليم مناطق كاملة بدون مقاومة تذكر لقوات النظام، داعياً الشارع السوري إلى الخروج ضد الهيئة.
وأطلق الاتهام ذاته “محمد مصطفى علوش” الرئيس السابق لوفد هيئة التفاوض إلى مفاوضات جنيف، إذ اتهم الجولاني بتسليم إدلب لمعلميه حسب وصفه مضيفاً لا عزاء لعميان البصيرة ولا للحمقى، على حد تعبيره.
من جانبها نشرت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية على موقع تليغرام إن سرعة التقدم البري لقوات الأسد في مدينة إدلب تثبت مجدداً هشاشة التنظيم، وأشارت إلى تمكن تلك القوات من السيطرة على أربع عشر قرية على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بدعم جوي من القوات الجوية الروسية.
وفيما يرتبط بالتطورات الميدانية، سيطرت قوات النظام بغطاء مدفعي وجوي، أمس الجمعة، على قريتي المريجب ومريجب المشهد التابعتان لناحية سنجار جنوب شرق مدينة إدلب، فيما نفذ مقاتلو الفصائل العسكرية عملية تسلل على تلة أم رجيم، وقتلوا نحو عشرين عنصرا لقوات الأسد، ودمروا دبابتين بصاروخين مضادين للدروع، وفق ما ذكره الناشطون.
ووفق مصدر عسكري نقلت عنه وكالة سمارت سابقاً، فإنّ تراجع الفصائل في ريف إدلب الجنوبي يرجع إلى اتباع قوات الأسد سياسة الأرض المحروقة، من خلال القصف المكثف لقوات النظام وصعوبة الطبيعة الجغرافية للمنطقة، كونها صحراوية وخالية تقريباً من الأبنية السكنية، على حد تعبيره.
ووفق خبراء ومحللين فإنّ حالة من شبه اليقين باتت تسود لدى جميع الأطراف، حول وجود صفقة تقضي بتسليم أجزاء من إدلب للنظام، مع التأكيد على أنها مسألة وقت فقط لا أكثر.