أطفال سوريون في مخيمات لبنان
نفذت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” مشروعاً يهدف لإعادة السعادة للأطفال في المنطقة العربية، وخاصة التي تشهد بلادهم حروباً منذ سنوات.
وتضمن المشروع الذي استمر عامين وأُطلق بأصوات أطفال سوريا والبلدان المجاورة من لبنان والعراق والأردن وفلسطين وتركيا، 11 ورشة موسيقية، مع حوالي 300 طفل. ومع انتهاء الورش سجل بعض هؤلاء الأطفال أغاني الألبوم والذي حمل عنوان “11”.
وقام بتمويل المشروع صندوق “مدد” التابع للاتحاد الأوروبي والذي تم إنشاؤه خلال الثورة، وشملت ورش العمل في لبنان وسوريا والأردن وتركيا، الأطفال اللاجئين وغير اللاجئين، وكذلك بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأطلقت “يونيسف” أغنية “11” كألبوم “من الأطفال إلى الأطفال” في مؤتمر صحافي عقد في بيروت هذا الأسبوع، في الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة السورية التي تحولت إلى حرب.
ويهدف “يونيسيف” إلى توزيع نسخ تستهدف ملايين الأطفال في المنطقة وليس المتضررين من الأزمة في سوريا وحدهم، وفق رويترز.
ويعيد الألبوم إحياء أغاني الأطفال القديمة بعد أكثر من 40 عاماً، وتتراوح مدة كل أغنية من الأغاني التي تظهر في الألبوم ما بين دقيقتين وأربع دقائق باللغة العربية وتتناول مواضيع مثل التعليم والطبيعة والأسرة والتغذية والسلام وإعادة الإعمار.
وكان الموسيقي اللبناني الشهير إلياس الرحباني، قد ألف ولحن هذه الأغاني خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وغناها أبنائه جاد وغسان وسجلاها عام 1976 عندما كانا طفلين. وبعد أكثر من 40 عاماً تعاون جاد الرحباني مع “يونيسف” في التدريب ثم تسجيل الإصدارات بتوزيع موسيقي جديد لهذه الأغاني مع هؤلاء الأطفال “الذين يعيشون في هذه التعاسة” على حد قوله، على أمل “أن نخلق لهم نوعاً من الفرح، نوعاً من السعادة ونوعاً من الاهتمام بشيء يتعلقون به”.
ومن أبرز الأغنيات التي تضمنها الألبوم “طلع الضو ع الواوي” و”عمّي بو مسعود” و”كلن عندن سيارات” و”يللا نعمّر يا أصحابي”، كما عبّر بعض هؤلاء الأطفال عن سعادتهم بهذا المشروع والموسيقى بشكل عام.
وأوضح مدير “يونيسف” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خيرت كابالاري: “11 أغنية من الأطفال إلى الأطفال، تعني بالفعل إعادة القليل من الطفولة لملايين الأطفال السوريين، من أجل 8 ملايين طفل سوري مازالوا في أمسّ الحاجة إلى المساعدة الإنسانية الأساسية”.
ونشر يونيسف في آذار 2019، أن هناك 8 ملايين طفل سوري محتاجون في داخل سوريا وفي البلدان المضيفة، بما في ذلك 360 ألف طفل في مناطق يصعب الوصول إليها داخل سوريا. وتقول “يونيسف” أن هناك حوالي 5.7 مليون لاجئ مسجل خارج سوريا، بما في ذلك أكثر من 2.5 مليون طفل لاجئ مسجل في البلدان المضيفة.