أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة، تقريرها لعام 2018 والذي يتضمن تصنيفاً عالمياً لحرية الصحافة في 180 بلداً حول العالم.
ويكشف التقرير عن “تصاعد الكراهية ضدّ الصحافيين, والعداء المُعلن تجاه وسائل الإعلام الذي يشجعه المسؤولون السياسيون، وسعي الأنظمة المستبدة لفرض رؤيتها للصحافة تهديداً للديمقراطيات”.
ويظهر التقرير “أن سوريا احتلت المرتبة (177)، واليمن في المرتبة (167) والتهم المتكررة بالإرهاب في مصر والتي جاءت في المرتبة (161) وكذلك العربية السعودية في المرتبة (169) و البحرين (166) ما يجعل هذه المنطقة من العالم الأكثر صعوبة وخطورة لممارسة مهنة الصحافة”.
وعلى الطرف الآخر من التصنيف، حافظت دولة كوريا الشمالية على مركزها في أسفل سلم الترتيب بمرتبة (180)، وجاءت إريتيريا في المرتبة (179) وتقدمت عليها تركمانستان التي حلت في المرتبة (178).
وبحسب التقرير “فقد ارتفعت نسبة رؤساء الدول المُنتخبين ديمقراطياً الذين لا يعتبرون الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وإنما خصم تعلن نحوه البغضاء، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، الذي يعتمد خطاباً بغيضاً بشكل صريح حيث يعتبر المراسلين (أعداء الشعب) مستعملاً عبارة سبق أن استعملها (جوزيف ستالين)، وقد احتلت أمريكا المرتبة (45) بتراجعٍ بنقطتين”.
ويوضح التقرير “تضاعف العنف اللفظي ضدّ الصحافة في أوروبا، رغم أنها الأكثر ضمانا لحرية الصحافة، حيث ظهر (موريس زيمان) رئيس تشيكيا والتي احتلت المرتبة (34)، خلال ندوة صحفية، مُشهراً بندقية كلاشنكوف مزيفة كُتبت عليها عبارة (هذه للصحافيين)”.
وفي سلوفيكيا “التي جاءت في المركز (27)، ينعتُ روبارت فيكور (الوزير الأول إلى غاية مارس 2018) الصحافيين بـ”المومسات الوسخات عدوّات سلوفيكيا أو بـ”الضباع الغبية”.
ويبين التصنيف الجديد “تصاعد تأثير “الرجال الأقوياء” مثل روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، والتي جاءت في المرتبة (148) بعد خنق الأصوات المستقلة داخل حدودها، وتوسيع نشاط شبكة دعايتها في العالم بفضل وسائل إعلامية مثل روسيا اليوم وسبوتنيك”.
ويؤكّد “كريستوف دولوار”، أمين عام مراسلون بلا حدود، أن “الكراهية ضد الصحافيين من أخطر التهديدات للديمقراطيات، ويتحمّل المسؤولون السياسيون الذين يغذون العداء للصحافة مسؤولية كبرى، لأنّ التشكيك في الرؤية التي تجعل من الحوار العمومي مبنياً على حرية البحث عن الحقيقة ينتج مجتمع الدعاية. وتفنيد مشروعية الصحافة هو تلاعب بنار سياسية خطيرة جدا”.
ويُنشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة سنوياً منذ عام 2002، بمبادرة من منظمة مراسلون بلا حدود، حيث يعمل على قياس حالة حرية الصحافة في 180 بلداً، انطلاقاً من تقييم مدى تعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها وبيئة عمل الصحفيين ومستويات الرقابة الذاتية، فضلاً عما يحيط بعملية إنتاج الأخبار من آليات داعمة مثل الإطار القانوني ومستوى الشفافية وجودة البنية التحتية.