أصدرت الشّركة السّورية للاتّصالات، التابعة لوزارة الاتصالات في حكومة نظام الأسد، قراراً يمنحُ “معاقي” جيش النظام 130 مكالمة محليّة شهريّاً “مجاناً”.
وقالت الشركة الحكوميّة على صفحتها في “فيسبوك” يوم الثلاثاء، “في إطار التزام الشّركة السّوريّة للاتّصالات بدعمها لأفراد الجيش العربي السّوري، الذين ضحّوا بالغالي والنّفيس لتبقى سورية صامدة في وجه الحرب الإرهابيّة، أصدر مجلس إدارة الشّركة السّورية للاتّصالات اليوم قرارين”.
وأوضحت الشركة أن القرار الأول يتضمن منح جرحى جيش النظام ممن تبلغ نسبة إصابتهم 50 بالمئة فما فوق، إعفاء من رسوم تركيب الهاتف الثابت، والتي تبلغ قيمتها 2500 ليرة سورية، بالإضافة إلى 130 مكالمة محليّة و 20 مكالمة قطرية مجانية شهريّاً، وتخفيض أجور الاتصال من الهاتف الثابت إلى الموبايل من 13 ليرة إلى 11 ليرة.
وأضافت أن المنحة تتضمن أيضاً تخفيضاً على الاشتراك الشّهري بحزم الانترنت يصل إلى 600 ليرة سورية!.
ويتضمن القرار الثاني للشركة، الموافقة على إقامة دورات تدريبيّة مجانية لجرحى الجيش، في المراكز التّدريبيّة العائدة للشّركة.
وأثارت تلك المكافأة ردود فعل غاضبة وساخرة بين أوساط الموالين لنظام الأسد، الذين وصفوها بأنها “إهانة” لجرحى قوات النظام وليست منحة خاصة، وأن القرار كان مخصصاً لمن تبلغ نسبة إصابتهم 80 بالمئة فما فوق، والتي تم تخفيضها فيما بعد إلى 50 بالمئة بعد تعليقات المؤيدين الساخطة على القرار.
وعلق أحد الموالين بقوله: “كان المفروض يقدمولن شقق سكنية بالتقسيط المريح جداً، يعني هدول الشباب يلي خسروا أغلى شي من جسمن مو كتير عليهن حتى شقّة مجانية”.
وقال أحد المعلقين بأن وزارة الاتصالات هي أكثر وزارة تجني المال في سوريا، متسائلاً “ليكون ما أجتكم أوامر من مخلوف وحمشو المالكين الحقيقيين لكل الاتصالات بسوريا وأنتم كوزارة تعملون لصالح رامي مخلوف!”.
فيما عبر آخر عن سخريته من القرار بقوله: “ركض عالجبهة بكرا من الصبح عالخط الأول..بلكي بتطير شي شقفة مني ومنكسب العرض”، وقال آخر “أووو يعني هلق يلي قاعد بألمانيا و السويد لينزل يطوع مشان ينصاب مشان ياخد هالميزات، إي شو هالجخ!”.
وتعني نسبة العجز التي حددتها الشركة بـ80 بالمئة ومن ثمّ 50 بالمئة، حتى يستفيد جرحى الجيش من المنحة المقدمة، أن يكون المصاب إما مشلولاً أو فاقداً لأحد أطرافه الأربعة، أو فاقداً بصره.
يذكر أن نظام الأسد، ومنذ بداية حربه ضد الشعب الذي طالب بالحرية عام 2011، لم يكترث يوماً لمصابي وقتلى الجيش، حيث سبق وأن قدم لكل عائلة قتيل في جيشه في السويداء “رأس ماعز” تكريماً لدماء أبناءهم، كما قدم في واقعة أخرى “علبتي بسكويت”، و “ساعة حائط” لعائلات قتلى من الجيش، تم اختيارهم من عدة محافظات سورية.