لا نور يبدو في آخر النفق بعد أن خيّم ظلام الحصار واشتد على نازحي مخيم الركبان، حتى انعدمت خياراتهم وجاء قرار العودة الطوعية بطعم القسرية إلى أنقاض مدنهم التي دمرتها براميل نظام الأسد.
عشرات العائلات حزمت ما تبقى من أمتعتها وعادت إلى قرية مهين بريف حمص الشرقي التي يسيطر عليه قوات النظام، تاركين خلفهم أبناءهم الشباب خشية أن يطالهم التجنيد في صفوف قوات النظام أو المحاسبة الأمنية، لذلك شملت العودة من تجاوزت أعمارهم الأربعين سنة من الرجال إضافة إلى النساء والأطفال، وفق ما كشفه نشطاء محليون.
مخيم بما فيه من سبعين ألف نازح في مهب العواصف الرميلة صيفاً، وسيول الأمطار، سيولٌ هدمت العديد من البيوت الطينية واقتلعت عشرات الخيم، مواد التدفئة غير متوفرة وإن وجدت فأسعارها تفوق قدرة معظم القاطنين على الشراء، إلى جانب انعدام الرعاية الصحية بعد أن أغلقت اليونيسف آخر نقاطها الطبية داخله.
قوافل المساعدات الإنسانية الأممية لاتزال معطلة تائهة بين الاتهامات الروسية الأمريكية المتبادلة حول المسؤولية عن عرقلتها، رغم أنها تكاد تكون ذراً للرماد في العيون على ما يقول قاطنو المخيم.
الوقائع تثبت أن لا آذان صاغية حتى الآن للمناشدات التي أطلقتها الإدارة المدنية في المخيم وتوجهت إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإنسانية بطلب الحماية الدولية ونقل الراغبين إلى مخيمات الشمال السوري، بعد قرار الانسحاب الأمريكي من قاعدة التنف.
الجار الأردني الذي يغلق آخر متنفس للمخيم منذ حزيران الماضي، وعلى لسان وزير خارجيتها، أيمن الصفدي، أكد أن بلاده تنسق مع روسيا وأمريكا لتفكيك المخيم، وتبحث آلية تأمين عودة قاطنيه إلى بلداتهم وقراهم، وسط تساؤلات نشطاء إذ كان تشديد الحصار أول بنود الآلية.