انتهت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى تركيا، بتفجير التفاهمات بين واشنطن وأنقرة حول سوريا.
إذاً هو الخلاف الأمريكي التركي يطفو مجدداً على السطح، بعد حديث الأتراك صراحة عن انقلاب داخل الإدارة الأمريكية على الوعود التي كان ترامب قد قدّمها لأردوغان عند إعلانه قرار سحب قواته من سوريا، بعدما تعهّدت تركيا بمهمة استكمال القضاء على تنظيم الدولة.
المواقف الحادة لتركيا، كانت بسبب ما أسمته “الخطأ الفادح” الذي ارتكبه بولتون بتحديد شروط أمام تركيا للانسحاب الأمريكي، وهو ما تَرجم رفضَ الرئيس التركي عقد لقاء معه، على الرغم من طلب بولتون ذلك، بحسب ما لمّح إليه الإعلام التركي.
مراقبون رأوا أن قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وضع الولايات المتحدة في موقف محرج، كونه أزعج إسرائيل التي ترى في الوجود الأمريكي حماية لها من المد الإيراني، كما أنه أثار مخاوف قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية من تركها وحيدةً في مواجهة تركيا بعد استخدامها كأداة في قتال تنظيم الدولة.
ولهذه الأسباب وصف محللون قرارات ترامب بالقنابل التي تم احتواؤها وتعطيلُ مفعولها من قبل الإدارة الأمريكية وأركانِها، وهو ما بدأت ملامحه تظهر في مؤشرات تأخير الانسحاب الأمريكي إلى حين الاتفاق على مَن يملأ الفراغ، ويضمن مصير حلفاء واشنطن من المسلحين الأكراد.
الإصرار التركي على شن عملية شرق الفرات بعد الانسحاب الأمريكي الذي سيكون في غضون مئة وعشرين يوماً بحسب تصريحات تركية، قوبل بنفي من البنتاغون بوجود موعد محدد لذلك.
ووسط تعقيدات المشهد السياسي تزداد وتيرة التصريحات لا سيما من الجانب التركي، على الأقل لتطمين الشعب التركي الذي يرى في واشنطن والجماعات المقاتلة التي تدعمها تهديداً للأمن القومي التركي، وفق ما يرى مراقبون.