صرّح مسؤولون أمريكيون وأتراك لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمر بسحب قواته من سوريا على عجل، ودون استشارة فريقه الأمني أو حلفاءه.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين، أن ترامب فاجأ صنّاع القرار والمشرعين المقربين منه، والكثير من دول العالم بهذه الخطوة، من خلال رفضه نصيحة كبار مساعديه، والاتفاق على الانسحاب من سوريا في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي.
وأضاف أحد المسؤولين أن “نقاط المحادثة كانت حازمة للغاية”، موضّحاً أن الهدف منها كان هو محاولة إثناء أردوغان عن شن عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
وبحسب الصحيفة، فإن أردوغان فاجئ ترامب ووضعه في موقف دفاعي حين قاله له: “تذكّر يا سيد ترامب أنك قلتَ أكثر من مرة بأن السبب الوحيد لبقاء القوات الأمريكية في سوريا هو التصدي لتنظيم الدولة، والتنظيم الآن مهزوم بنسبة 99%، ونحن نستطيع التعامل مع مَن تبقى مِن مقاتلي تنظيم الدولة، إذن، لماذا تبقون هناك؟”
وتابعت الصحيفة وفقاً للمسؤولين، أن ترامب سأل جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي كان يستمع إلى المكالمة: سيد بولتون: لماذا تبقى قواتنا في سوريا إذا كان ما يقوله السيد أردوغان صحيحاً؟، فأجاب بولتون: نعم، ما يقوله السيد أردوغان صحيح، تنظيم الدولة لا يحتفظ إلا بـ 1% فقط من الأراضي التي كان يسيطر عليها، لكن فريق الأمن القومي بأكمله يتفق على أن النصر على التنظيم يجب أن يكون مستداماً، ما يعني أكثر من مجرد دحره من أراضيه.
فما كان من الرئيس الأمريكي ترامب إلا أن تعهّد للرئيس التركي بالانسحاب من سوريا، في قرار فاجئ كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي.
وقال أحد المصادر، إن أردوغان حذّر ترامب من القيام بانسحاب متسرع، غير أن المكالمة انتهت بتأكيدات متكررة من ترامب على أن القوات الأميركية ستنسحب دون تقديم معلومات محددة عن الإجراءات.
من جهته، نفى البيت الأبيض صحة تقرير وكالة أسوشيتد برس، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض “غاريت ماركيز” إنه “واضح من السياق أن هذه الرواية الكاذبة للأحداث جاءت من مصادر ليست لها مرجعية في هذا الشأن، وربما من مصادر غير مسماة من تركيا”.
وأوردت أسوشيتد برس هذا النفي، لكنها قالت إن البيت الأبيض لم يكن مُحدداً فيما نفاه.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن قبل خمسة أيام سحب قوات بلاده من سوريا، موضحاً أن السبب الوحيد لبقائها خلال فترة رئاسته يكمن في هزيمة تنظيم الدولة، معتبراً أن هذا الهدف قد تم تحقيقه.