ملايين الدولارات المسروقة من أموال الشعب السوري، تهمة لصيقة برفعت الأسد عم بشار، رغم محاولاته التخلص منها من خلال تلميع نفسه بالصحافة حيناً، وبالقضاء أحياناً أخرى.
التهمة والدفاع هذه المرة لم يكن من سوريين، حيث بُرِّئ مساعد رئيسة بلدية باريس إيان بروسا، وصحافي فرنسي من تهمة التشهير برفعت، في شكوى قدمها بحقهما، لوصفهما قطعة أرض يملكها في باريس، بأنها تم شراؤها من مال سرق من الشعب السوري.
محامي بروسا صرح خلال جلسة المحكمة، إن قيمة ما صادره القضاء على المستوى الأوروبي من ممتلكات لرفعت تصل خمسمئة مليون يورو، وهو الرقم القياسي للأملاك المنهوبة، متخطياً جميع الحكام المستبدين، وفق المحامي.
رفعت الأسد ذو الواحد والثمانين عاماً، يلاحق منذ ألفين وستة عشر من القضاء الفرنسي، وصودرت العديد من أملاكه من قبل الجمارك الفرنسية بتهمة تبييض الأموال والتهرب الضريبي ضمن عصابة منظمة، بالإضافة إلى الاشتباه بامتلاك عقارات كثيرة في أوروبا بأموال عامة سورية.
رفعت ووفق مصادر متطابقة وشهيرة، خرج من سوريا باتفاق تسوية مع حافظ الأسد، الذي دفع له ثلاثمئة مليون دولار وفق عبد الحليم خدام وزير خارجية النظام الأسبق، عقب ارتكاب مجازر حماة عام اثنين وثمانين، والتي يلاحق بتهمتها قضائياَ في سويسرا.
وفي بريطانيا، رفضت المملكة منح الجنسية لزوجة رفعت وثلاثة من أبنائه، خشية تفسير ذلك على أنه موقف غير حازم تجاه نظام الأسد.
عشرات من السنين لم تكن كافية لتمحو الأثر الذي تركه رفعت الأسد قبيل مغادرته سوريا، فعلى الرغم من مغادرته اياها، إلا أن الكثيرين لا يزالون يتعقبون مآله، ومآل ابن أخيه.