بينما تتجه عشرات المركبات الأردنية الخاصة والعامة يومياً إلى سوريا، ليبتاعوا منها ما لذ وطاب، مستفيدين من فروق الأسعار بين البلدين، يبقى عشرات آلاف النازحين السوريين في مخيم الركبان على حدود الأردن، محرومين من وصول الغذاء والدواء إليهم.
أسعار المواد الغذائية واللحوم والخضار والمحروقات، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق التجارية بمحافظة درعا، ما زاد معاناة الأهالي الذين يعيشون حصاراً خانقاً منذ بداية الثورة، ووضعاً معيشياً متردياً، نتيجة دمار منازلهم وفقدان مصادر رزقهم
الأهالي في درعا يعيشون حالة من التذمر، إذ يعتبر غالبيةُ أهلِ المنطقة ما يجري حصاراً يُفرض عليهم، نتيجة تصدير البضائع بكثافة من معبر نصيب، الذي تسببت إعادة فتحه بمضاعفة الأسعار عما كانت عليه من قبل
تذمر أهالي درعا، لم يكن فقط بسبب ارتفاع الأسعار، بل لما وصفه ناشطون بنقض رابط الأخوّة والدم بين أبناء البلدين، مشيرين إلى أن فتح المعبر جعل بعض الأردنيين ينسون أصوات القذائف التي كانوا يسمعونها ومشاهد الموت التي كانوا يرونها، واليوم يشكر بعضهم من قتل وشرد إخوتهم ودمر منازلهم
ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا وتأثيرها السلبي على الأهالي، إضافة لاتخاذ الحكومة الأردنية إجراءات أمنية مشددة تجاه السوريين الداخليين إلى أراضيها، كضرورة الحصول على الموافقات الأمنية من سفارتها في دمشق، ومنع دخول السيارات الخاصة السورية للأردن، دفعت مجلس الشعب في حكومة النظام للنظر في الموضوع، والتصريح بأن هناك معاملة بالمثل ستكون مع الجانب الأردني فيما يتعلق بالإجراءات الأمنية، بعد أن كانت تقدم كافة التسهيلات للشاحنات والمسافرين
ويقول أهالي درعا للأردنيين.. الذين يمرون على ثراها، ما قاله أبو العلاء المعري ذات يوم
خفف الوطأ ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد