لا تجني على نظام الأسد حين القول إن إجرامه تخطى حدود شعبه وخارطة سوريا الجغرافية، فالحقائق المثبتة بالأدلة القاطعة تثبت ذلك، وأن الإجرام لم يكن حكراً على رأس النظام بشار الأسد، بل إن الولد سر أبيه.
اعترافات أدلى بها المدعو يوسف نازيك، المتهم بالتخطيط للتفجير الذي وقع في مدينة الريحانية التركية عام ألفين وثلاثة عشر، أكد خلالها أن أجهزة الاستخبارات في نظام الأسد هي من لقنه العملية وساهمت في الإعداد له عبر زعيم ميليشيا الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون، وفق ما أدلى به المتهم عقب جلبه بعميلة استخباراتية تركية من اللاذقية.
لبنان هي الأخرى لم تسلم من ممارسات نظام الأسد وقواته، الذي جعل من لبنان مسرحاً مفتوحاً لانتهاكات أجهزة استخباراته وضباط جيشه، حتى شهد وسط بيروت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، وجاءت التحقيقات لتكشف ضلوع نظام الأسد وميليشيا حزب الله فيها، وكرر الادعاء العام في المحكمة الخاصة بلبنان التي تلاحق المتهمين بالاغتيال تأكيده بالأدلة حصول اتصالات بين قياديين من حزب الله اللبناني وبين مسؤول الأمن والاستطلاع في قوات النظام التي كانت في لبنان، العميد رستم غزالة، وبين العميد غزالة وبشار الأسد أثناء التحضير للجريمة.
سجل ممارسات نظام الأسد بكل شخوصه ورموزه وأجهزته الأمنية والعسكرية وميليشياته بحق الشعب السوري، يكاد يكون كتاباً مفتوحاً للجرائم المنتهكة كل المعايير والقوانين الوضعية والشرائع السماوية، وجاء تقرير فريق التحقيق الدولي بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، ليؤكد استخدام قوات النظام أطلقت غاز الكلور، المحظور دولياً، في الغوطة الشرقية بريف دمشق وفي محافظة إدلب هذا العام، في هجمات تمثل جرائم حرب، وفق تقرير الفريق الدولي الذي أكد أيضاً مسؤولية النظام عن ثلاثة وثلاثين استخداماً للكيماوي، منذ عام ألفين وثلاثة عشر.
ضحايا نظام الأسد، من السوريين وغير السوريين يؤكدون على انتظارهم وإصرارهم على تحقيق العدالة، ومحاسبة النظام عبر المحاكمات والقضاء.